السويس تلفظ مسرحية 'غيبوبة' - صور


رم -

- طالب أهالي محافظة السويس شرق القاهرة بوقف عرض مسرحية "غيبوبة" للفنان أحمد بدير ومنعه من دخول المحافظة بسبب سخريتها من ثورة "25 يناير" وإهانتها لشهدائها.

واوردت وسائل اعلام مصرية ان اللواء أحمد حلمي الهياتمي محافظ الاقصر استجاب للأهالي وقرر منع عرض المسرحية على مسرح "قصر ثقافة السويس".

وعاد المسرح الكوميدي السياسي إلى الساحة الفنية في مصر بعد غياب طويل من خلال مسرحية "غيبوبة" من بطولة نجم الكوميديا أحمد بدير.

وكانت حالة من الغضب قد انتابت أسر شهداء ثورة "25 يناير"، والمصابين في السويس من عرض المسرحية حيث اعتبروا أنها تسيء للشهداء وأسرهم والمصابين.

وتقدم نشطاء وجمعيات حقوقية ومنظمات وقوى سياسية بطلب للمحافظ بوقف عرض المسرحية بسبب إهانتها لشهداء "25 يناير" التي انطلقت شرارة ثورتها من محافظة السويس.

وطالبت قوى سياسية المحافظ بالتدخل لمنع المسرحية حرصاً على سلامة الفنانين المشاركين من غضب الشارع السويسي ومراعاة لمشاعر أسر الشهداء والمصابين.

وعرف احمد بدير نجم مسرحية "ريا وسكينة" و"الصعايده وصلوا" منذ منتصف التسعينيات بمواقفه السياسية التي أدت إلى إيقاف مسرحيته الشهيرة "على الرصيف" التي قدمها مع الفنانة سهير البابلي.

ويشارك في "غيبوبة" محمد الصاوي وفاطمة الكاشف ومجموعة من النجوم الشباب.

وأفاد الفنان فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، إن المسرحية لا تتضمن أي إهانات أو سخرية من ضحايا ثورة "25 يناير" التي يعتز بها الشعب المصري، مؤكداً أنها عرضت في القاهرة والإسكندرية، وتقبلها الجمهور بسعادة.

وقال بدير في تصريحات خاصة "إنها شائعات تخرج من بعض المغرضين والإخوان والعملاء، ولكني سأذهب لعرض المسرحية لشعب السويس العظيم والذي سقط منه أول شهيد في 25 يناير وكانوا الشرارة الأولى".

وأضاف بدير: "سأتوجه للشرفاء والمحبين لوطنهم وليس للعملاء والمغرضين، وما يحدث لي إرهاب ولكني لا أخشى إلا الله".

واكد الممثل المصري أن العرض سيقام أيام 12 و13 و14 و15 فبراير/شباط .

وتسرد المسرحية قصة رجل يستفيق من غيبوبة دامت سنوات، حيث يستغرب من تغيير النظام في الـ25 يناير ويصاب بخيبة أمل إثر ذلك التغيير بالرغم من عدم رضاه عن النظام القديم.

وتراجع المسرح السياسي في مصر لصالح الاعمال الكوميدية والاجتماعية بعد ان عاش أوج عصره الذهبي في الماضي.

ومنذ عقود طويلة، ومصر تعرف المسرح السياسي، حيث ظهر جيل من الكتاب، الذين تناولوا الصراعات السياسية، وانعكاساتها على المجتمع في مشاهد إنسانية متنوعة، تتأرجح بين المأساة والملهاة، في مقدمتهم سعد الدين وهبة، ونعمان عاشور.

لكن مصر شهدت في الأعوام الأخيرة، تراجعًا كبيرًا في تقديم أعمال مسرحية ذات مغزى سياسي، لاسيما على مسرح الدولة، وهو ما بدا جليًا، في السنوات الخمس الأخيرة، حيث قدم المسرح قرابة 32 عملاً، يكاد جميعها لا يخرج عن الطابع الكوميدي الاجتماعي.

من جهته، يرى الفنان المصري فتوح أحمد، رئيس البيت الفني للمسرح، أن استحواذ الجانب الكوميدي على الأعمال المسرحية في الفترة الأخيرة لا يلغي دوره السياسي، مشيرًا إلى وجود نوع من المسرح السياسي الساخر يمكن تسميته "الكباريه (ملهى) السياسي".

ويقول رئيس البيت الفني للمسرح، في حديثه إن "الكباريه السياسي، نوع جديد من المسرح، يعتمد بشكل أساسي على السخرية والفكاهة، ويحقق قبولًا أكبر لدى الجمهور من المسرحيات المعتمدة على الإسقاط التاريخي، لاسيما أن الأعمال السياسية الخالصة قد تتعرض للمنع".

وتنوعت آراء المسرحيين والنقاد حول ظاهرة تراجع المسرح السياسي في مصر، بين من يرى أن النمط القديم الذي يحمل إسقاطات تاريخية أصبح غير ملائم للعصر، وبين من يرى أن الواقع السياسي والاجتماعي لا يسمح برواج هذا النوع من المسرحيات.

وقال المخرج خالد جلال إن "الأعمال السياسية بالشكل القديم لا تلقى رواجًا كبيرًا عند الجمهور، ولابد من إدخال بعض الاسكتشات (الفقرات) الاجتماعية والكوميدية الساخرة".

وأضاف جلال "بخصوص تقديم المسرح السياسي بشكله المتعارف عليه في الخمسينيات، من الممكن تقديمه بشكله التقليدي، ولكنني فنان كوميدي أقدم أعمالًا ساخرة، وليست سياسية بشكل مباشر".

وبحسب الممثل الكوميدي المصري، سامح حسين، فإن "الابتعاد عن السياسة الهدف منه تجنب الصدام مع السلطة، ومحاولة تعويض ذلك بالإسقاطات غير المباشرة".

واعتبرت الناقدة ماجدة موريس، "المسرح مثله مثل باقي الأشكال الفنية، التي تجنبت السياسة، واتجهت للأعمال الكوميدية الخفيفة، التي تلقى رواجًا، وتحقق مكاسب مادية وتجذب الجمهور".

وأشارت موريس، أن "تاريخ المسرح العربي مليء بالأعمال السياسية، منها ما تم منعه، ومنها الروايات التي يتم تداولها حتى الآن، وتحمل إسقاطات على حقب تاريخية بعينها".

 

 

صورة

 

 




عدد المشاهدات : (2014)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :