"عمو .. خالتو .. حج .. حجة" كلمات تزعج الآخرين بمناداتها


رم - منى أبو صبح
عمان - لم تتوقع رانيا سالم (22 عاما) استياء أحد أصحاب المحال التجارية لحظة قولها (شكرا عمو)، حيث بدت علامات الغضب على وجهه واضحة معبرا بقوله "ماذا قلت عمو.. أنا عمو.."، ثم تمتم مع نفسه بعبارات فيها توبيخ وشتم.
تقول، "اعتبر صاحب المحل مناداته بـ (عمو) إهانة أو سخرية.. لا أعلم لماذا، فقد ظهر أمامي وكأنه شخص كبير السن يتراوح بين الأربعين والخمسين عاما، لكنه أفصح عن عمره حين مغادرتي المكان بأنه لم يتجاوز عمره 35 عاما".
تقول رانيا، "اعتدت مناداة الآخرين من الذكور (عمو)، حتى وإن كانوا يصغرونني سنا، وكذلك الحال بالنسبة للفتيات اللواتي لا أعرفهن، وأواجه العديد من المواقف من أشخاص يعتقدون أنني أتقصد هذا الأمر".
يتعرض العديد من الأشخاص لاستخدام لفظ (عمو.. خال.. خالتو.. حج.. حجة) مع الآخرين، وعادة تصدر هذه الكلمات من الشباب، وأحيانا من أشخاص يقاربون عمر الشخص المنادى بهذه الألفاظ.
وينزعج عادة الاشخاص المنادى عليهم بهذه الألفاظ سواء المرأة أو الرجل، وكأنهم متنكرون لحالة التقدم في العمر، وتذكرهم بأنهم تعدوا مرحلة الشباب بل انتهوا منها، وتخرج منهم أحيانا عبارات تعبر عن غضبهم واستيائهم منها "مستصغر حالك"، "خالتو بعينك"، "شو هازز بسريرك"، وغيرها من الكلمات المعبرة عن حالة الرفض والتنكر لتقدم العمر، بينما يبرر صغار السن المتسببين في غضب المتقدمين في العمر بأنها غير مقصودة أبدا، أو يرونها الطريقة الأمثل للمناداة والتعبير عن الاحترام، وقد يلجأ البعض الآخر لاستخدامها لغاية في نفسه.
كما انزعجت الأربعينية لبنى صلاح من مناداتها
بـ (خالتي) من قبل سائق سيارة أجرة لدى ركوبها معه لايصالها منزل عائلتها، وتقول، "غضبت حينها بأنه يناديني بخالتي، وأنا على يقين بأنه أكبر مني سنا، ولم أخجل حينها.. بل سألته عن عمره الحقيقي، وأكد بأنه لا يتجاوز الأربعين عاما، ولا أعتقد أنه صادق في حديثه هذا".
تضيف، "لا أخجل من عمري أبدا، لكن هناك أشخاصا يوجهون هذه الألقاب للآخرين لمصلحتهم، أي تصغير سنهم، ومنهم من يتقصد أمام الآخرين، خصوصا إن كان هناك فتيات شابات في المكان، وهذا يثير دهشتي واستيائي بذات الوقت، ولا يمكنني السكوت عليه أبدا".
وواجهت روان عبدالكريم هذه المواقف في مدرستها، عندما كانت تتحدث مع معلم مادة الرياضيات ونادته بـ (عمو) وهو في سن الأربعين، متعجبا فعلتها هذه بكلمات قاسية كادت تبكيها في تلك اللحظة.
تقول روان، "لم يكتف معلمي بتوبيخي أمام زميلاتي في المدرسة، بل اشتكى لوالدتي عما جرى وكأن مصيبة وقعت في المدرسة، لا أبالغ إن قلت لو أتيح له فرصة لوجه لي انذارا حينها!!".
تضيف، "هناك العديد من الأشخاص يخفون أعمارهم الحقيقية، وأعتقد أنهم يواجهون مشكلة نفسية في ذلك، فالعمر يمضي، وجميعنا سنكبر، ولكن أن نغضب ونتوتر ونشتم جراء مناداتنا بألقاب (عمو، خالتو، حج وغيرها)، فأنا أرى فيها نوعا من الاحترام على غير ما يعتقدونه".
أما الستيني أبو أيهم فيقول، "يناديني الجميع بالحج، رغم أنني لم أحج وأتمنى أن أؤدي الحج لبيت الله الحرام في السنوات القادمة" ويضحك بقوله، "عندما استمع لمناداتي بالحاج أقول للشخص المنادي سواء كان رجلا أو امرأة، شابا أو فتاة، لماذا تناديني (حج) الذين بسني لم يتزوجوا بعد وليس لديهم أسرة".
يضيف، "عادة أتقبل الأمور ببساطة وضحك، لكن أنزعج من الأشخاص القريبين مني في السن أو أقل ببضع السنوات ينادونني بخال أو حج متناسين أعمارهم الحقيقية".
يلفت الخبير الاجتماعي د. حسين الخزاعي إلى أن الألقاب عندما يتم استخدامها من قبل الأشخاص في غير صفتها الطبيعية ينزعج الناس منها، على سبيل المثال اطلاق لقب العم أو الخال أو الجد أو الجار، وسبب الإنزعاج يكون سببه أن هذا الشخص لا يمت للمنادي بصلة سوى أن ظرفا ما هو الذي جمعهم وأطلق عليه هذا اللقب، وهناك من ينزعجون بسبب شعورهم أن هذه الألقاب تكبر أعمارهم، وأحيانا يكونون في عمر واحد لهذا ينزعجون.
ويقول الخزاعي، "أن إطلاق هذه الألقاب متعارف عليها أنها تطلق لأشخاص في أعمار لا تقل أعمارهم عن 40 سنة تكون الألقاب مقبولة ومنطقية، أما قولها لأشخاص أصغر منهم عمرا فهذا يزعج الآخرين".
ويضيف، "إذا أطلقت هذه الألقاب من باب الشفقة أو التودد لا تقبل من المجتمع، والأغلب يستخدمونها لهذا السبب لأن العم أو الخال أو الجد الحقيقي لا ينزعج، وإنما ينزعج من لم تمت له بصلة وتطلق عليه هذه الألقاب".



عدد المشاهدات : (4054)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :