أدب القرآن المعبر عن مفهوم الحرية


رم -


أ.د.محمد القضاة

الحديث عن الحرية في الأدبيات المعاصرة الاوروبية أو المستغربة أو المستشرقة هو حديث لا ينقطع ،وهو حديث عن حرية تبلغ حد الفوضى تجعل الإنسان الفرد حتى لو كان يعيش تحت مظلة أي نظام حراً في أية صورة من صور السقوط الأخلاقي ،ما لم يحس المجتمع أو القانون ،فهو حر أن يمارس الجنس أو الشذوذ الجنسي أو يشرب الخمور أو يعري أكبر مساحة من جسمه ،أو يختلط اختلاطاً مشيناً ،أو يعلن كفره بالله وبالدين ،أو ينقاد لشهواته بأي شكل من الأشكال ،وهذا هو مفهوم الحرية الذي سيطر على العالم المعاصر ،للقضاء على كل الأديان والأخلاق .


إن هذه الحرية المادية من أهم الفواصل الفارقة بين الاسلام وحضارته من جهة ،واوروبا المنسلخة من الدين وحضارتها من جهة اخرى وفي مواجهتها تقف الحرية الإسلامية وهي ما يعبر عنها أدب القرآن المعبر عن مفهوم الحرية في اطار الإسلام ،وحتى في المستوى السياسي وليس المستوى الاجتماعي فقط ،فإن الحرية في المفهوم الاوروبي مرفوضة ،إنها حرية المعاوضات الثابتة ،والجرأة على تحريم الحلال واباحة الحرام .


إن صدى الحرية والعدالة الشرعية تبعث الحياة في مشاعر المدنية وآمالنا الخامدة ورغباتنا الرفيعة ،وأخلاقنا الاسلامية الحميدة حتى تسمع الدنيا بها وتهيج الامة جميعاً للوقوف على انسانيتها ورحمتها والتزامها بالضوابط الشرعية والاخلاقية ،علينا أن لا نفسر الحرية تفسيراً سيئاً ،كي لا تفلت من أيدينا ،لأنها لا تزدهر ولا تنمو إلا بمراعاة الاحكام الشرعية وآدابها ،والتخلق بالأخلاق الفاضلة ،وبرهان ذلك هو ما كان يرفل به عهد الصحابة الكرام رضوان الله عليهم من الحرية والعدالة والمساواة على الرغم من الوحشية السائدة والتحكم المقيت .


إن تفسير الحرية والعمل بها على أنها التحرر من القيود والانغماس في الملذات غير المشروعة ،والبذخ والاسراف وتجاوز الحدود في كل شئ اتباعاً لهوى النفس ،مماثل لمن يتحرر من أسر سلطان ظالم واحد ،ويدخل في استبداد ظلمة كثر ،فضلاً عن أن هذا النمط من الحرية يظهر أن الامة غير راشدة ،وما زالت في عهد الصبا ،وليست أهلاً للحرية ،فهي سفيهة وتستحق الحجر عليها ،وبلا خجل ولا حياء وضع الأدب الاجنبي لساناً كاذباً في فم البشر ،وركب عيناً فاسقة في وجه الإنسان ،وألبس الدنيا فستان راقصة ساقطة ،ثم سمى الأدب الأجنبي غير الاسلامي كل ذلك أدباً حراً ،أو فناً متحرراً ،أو فناً للفن ،وهو كاذب في كل ذلك ،فهو ليس فناً ولا أدباً ولا حرية ،إنما هي حرية متفلتة من كل الضوابط تخلع على نفسها أردية لا تستحقها ،لأنها شوهت إشراقة الحرية في الروح ،وسببت لها الظلمة في النفس ،وحجبت النسائم الصافية التي تغير الواقع المؤلم إذا اقتربت منها الحرية التي نادى بها الإسلام حين أعلن النداء متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً .





عدد المشاهدات : (3665)

تعليقات القراء

خليل علي
تحيه طيبه- هاي اسطوانه مشروخه
وانت عارف الصحيح
أولا-العنف ضد المرأه غير مبرر
ثانيا-المرأه انسان ويجب التعامل معها بطريقه عقلانيه وهي ليست واجبها
امتاع الذكر بل الغريزه مشتركه
لعمل اسره ولسن جواري سواء حرب او سلم
ثالثا- أي حريه تتكلم عنها وهل الحريه باعتقادك اما فسق واما حسب فوانينك
رابعا- اعتقد ان حل مشاكل العالم هو بروح المحبه وتاسيس اسره ملتزمه بالقانون والعداله والحريه
خامسا- كل كلامك لم يعد احد يعتقد به
وهو برنامج تم مسح عقولنا به واكتشفنا الحقيقه بالقرن الواحد والعشرين
27-11-2015 09:44 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :