قهوة سلوى الصباحية تتحول للوحات فنية تحاكي فلسطين _صور


رم -

- كما سرد الشاعر الفلسطيني محمود درويش اثر حصار بيروت في العام 1982 وقال " أريد رائحة القهوة.. أريد خمس دقائق .. أُريد هدنة لمدة خمسة دقائق من أجل القهوة.. لم يعد لي من مطلب شخصي غير إعداد فنجان القهوة"؛ ها هي الفنانة الفلسطينية سلوى السباخي من قطاع غزة (رفح) تصنع قهوتها كل صباح في ظل الحصار والحرب لتعد فطورها بـ"لوحة فنية" تحكي تاريخ الوطن والويلات والحب تحت هذا الحصار الحقيقي الذي يعيشه أهالي قطاع غزة.
فحيثما ثمة الحرب والحصار يملك وجها شاحبا؛ هناك مساحات أخرى في غزة ووجوه مشعة بالفن والحب والحياة والامل؛ ومن تلك الوجوه الشابة السباخي التي تروي لموقع صحيفة "الغد" تجربتها بفن الرسم بالقهوة.
الصدفة وحب القهوة بالنسبة للسباخي كانا دافعين أساسيين لامتلاك الموهبة التي مارستها عامين قبل الاحتراف والاقدام على تكوين لوحات فنية متكاملة بالقهوة.
القهوة المعشوقة تحوّلت الى لوحات بين أنامل السباخي التي بدأت تخط ريشتها بسبب صعوبة توفر الألوان المخصصة للرسم في قطاع غزة وارتفاع تكلفتها؛ ومن هنا اتخذت لها مكانا مختلفا بالرسم التشكيلي ورسم البورتريه وغيره من لوحات بالقوة.
تقول السباخي" كنت أمتلك الموهبة، والدي يعمل في قطاع الدهانات والألوان دفعتني لاستكمال دراستي بالفنون الجميلة بجامعة الأقصى، انهيت تعليمي بعد احتراف الرسم وصقله من خلال الدراسة".
اما فيما يتعلق بموهبة الرسم بالقهوة؛ فتضيف السباخي " بالصدفة كانت التجربة الأولى بعد سقوط الريشة بالقهوة وخربشات على الورق، ومن ثم بدأت أتعلم كيفية اتقان هذا الرسم على مدار عامين بعدها استطعت ان انتج لوحات فنية متكاملة".
تعتبر الشابة السباخي ان الرسم بالقهوة من النوع السهل الممتنع؛ وتكمن صعوبته في اختيار تدرجات اللون والتدرب المكثّف لانجاز لوحة فنية.
السباخي سبق أن حصدت جائزة عن لوحة فنية حول (حق الميراث)؛ ترى أن الاهتمام في غزة بمجال الفنون غير فعّال من قبل الجهات المعنية مما يجعل الفنان يعتمد على التواصل بشكل أكبر من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
الجهود الشخصية دفعت السباخي لتأسيس صفحة خاصة بها على موقع "فيسبوك" للتعريف بما تقدمه من رسم فني مختلف، ومنه بدأ البعض بالتعرّف على موهبة الفنانة الغزاوية.
" تتجمد أحيانا مشاعر الفنان أثناء الحرب والقصف" تقول السباخي عن الحرب الأخيرة التي مر بها قطاع غزة؛ مشيرة الى أنها حاولت رغم الظروف القاسية بالحرب على قطاع غزة أن ترسم جزءاً من معاناة هذا الوطن والشعب الفلسطيني بالوقت الذي تؤكد فيه صعوبة تحجيم معاناة البشر تحت الموت في لوحة أو قصيدة انما ينقل جزء منها للعالم.
رسالة الحب والسلام واليد الواحدة لك رموز النضال الفلسطيني هو الذي تسعى من أجله الفنانة الشابة بكل ما أوتيت من موهبة ودراية بفن الرسم؛ موضحة ان الوطن هو القضية الأم التي يجب أن توحّد الشعب الفلسطيني والنضال يكون من أجل الوطن وارض فلسطين.
تكلفة الرسم بالقهوة بسيطة، وفق السباخي، مبينة ان الظروف أسهمت في معاناة الحصول على الألوان لارتفاع تكلفتها من جهة واغلاق المعابر احيانا من جهة ثانية.
"الفن أصدق رسالة" بهذه الكلمات تختتم السباخي حديثها؛ مشيرة الى رسالة الفن والحب والتعبير والاحساس عن واقع يعايشه المواطن "الغزاوي" داخل القطاع خصوصا وان بعض الاخبار باتت في نظرها غير مؤثرة وتخلو من الصدق أحيانا.

 

 

 

 

 

 

 




عدد المشاهدات : (2742)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :