سؤال سياسي لمهاتير محمد يفتح باب الحديث عن الاصول والمنابت


رم - بصورة لا تخلو من الدهاء السياسي يؤشر مخضرم أردني من وزن الدكتور ممدوح العبادي على ازمة محلية وهو يسأل رئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد الخميس عن “الوصفة السحرية” التي جعلت بلاده تتجاوز ازمات الاصول والمنابت لتصل إلى مساحة المواطنة والتشارك المتساوي في الدولة.
العبادي استفزته جملة محمد التي اطلقها في بداية مؤتمره الصحفي حين تحدث عن كون ماليزيا تشبه الاردن في جزئية “التنوع العرقي” إلى جانب المحدودية في الموارد، الامر الذي أظهره الأول على شكل سؤال في نهاية المؤتمر. خصوصا وقد قرَن رئيس الوزراء الماليزي تشارك الدولة بين المواطنين بالاستقلالية والاعتماد على الذات.
مهاتير محمد اجاب باسما على سؤال العبادي بقوله “كنا نقاتل بعضنا البعض فلم نكن نشعر اننا “ماليزيون” بل (صينيون وهنود ومالايو)- وهي الاصول التي يتكون منها الشعب الماليزي- وبين تكفير وايمان، كنا نرفض اي تشارك في القرار او الحالة رغم تشاركنا نفس المصير، إلى ان وجدنا أن مجرد ذهابنا نحو استقلالية في القرار يتطلب منا المشاركة المتساوية في دولة ستظل تجمعنا حتى النهاية. فجلسنا جميعا على ذات الطاولة وتبادلنا الافكار تحت عنوان “الوطن للجميع″.
عاملٌ اضافي ساعد في ترسيخ فكرة الوطن للجميع تحدث عنه الرئيس الماليزي الاسبق ألا وهو “ملئ الوقت” وتحويل كل مستهلك في الدولة الى عامل منتج، ما اطلعت في سياقه ماليزيا على التجربة اليابانية والتي وصفها محمد في مؤتمر صحفي عقدته له مؤسسة عبدالحميد شومان الخميس وحضرته “رأي اليوم” بأنها “ثقافة العمل الجادة”.
سؤال الدكتور ممدوح العبادي بطبيعة الحال ليس جديدا من المنادين بتفعيل حق “ثقافة المواطنة” في الدولة الاردنية والمطالبين حرفيا بالجلوس على ذات الطاولة التي جلس عليها “الكافر والمؤمن” في ماليزيا قبل سنوات للاتفاق على التشارك في مسؤولية ومكتسبات الوطن بصورة متساوية لتحقيق نهضة فعلية وحقيقية.
في المقابل الحديث عن ملء الوقت وتنويع الخيارات في العمل لكل من يعيش على مسطح المملكة الاردنية الجغرافي هو تحديدا ما استمعت اليه “رأي اليوم” مباشرة من “أبو الاستراتيجية الوطنية للتشغيل” الدكتور عمر الرزاز وهو يذكر بأن كل تأخير على تطبيق الاستراتيجيات والخطط الوطنية في عمان يكلف الدولة المزيد من الرعوية بدلا من المضي في تحويلها من كفة الاستهلاك الى كفة الانتاج.
المواطنة في دولة كالأردن والتي تضمن حقوقا متساوية وواجبات مشتركة لكل من في المملكة من مختلف الاصول والمنابت، يعيد مهاتير محمد في زيارته الحديث عنها، خصوصا مع مناخ يكاد يكون الانسب من سنوات طويلة في مسارات الديمقراطية والمواطنة والمساواة، في ضوء “مدّ اليدّ” من قبل الدولة الاردنية اليوم في مجال الاصلاح السياسي عبر اصدار مسودة قانون انتخاب متقدمة، يراها الشارع المحلي اليوم كواحدة من اهم المسودات التي تم طرحها سابقا.
حديث مهاتير محمد بكل الاحوال اعاد قرع الجرس في عمان، خصوصا وقد زار الرجل خلال جولته العمّانية رئيس الوزراء الدكتور عبد الله النسور وبحث واياه عددا من القضايا المتعلقة بالشبه والاختلاف بين البلدين، الذين اصر محمد على التشابه بينهما.
محمد في مؤتمره الصحفي ذاته في مؤسسة شومان لم يرتكز في الخطوات التي تحدث عنها واتبعتها ماليزيا للارتقاء وتحويل مواطنيها تحت خط الفقر من اكثر من نصف المواطنين الى 5% فقط، فقد تطرق لأهمية “تفرغ الدولة للمراقبة والتنظيم” عبر خصخصة العديد من الشركات والمؤسسات، وتشجيع الاستثمارات الخارجية وعدم خلق بيئة طاردة لها، كما تحدث عن اهمية الاعتماد على الطاقات الموجودة في البلاد للوصول للاكتفاء الذاتي.
إلى ذلك، تحدث الرئيس الذي مكث في رئاسة ماليزيا لاكثر من 20 عام، عن تنظيم الدولة باعتبار جرائمه نتيجة حتمية للتواجد الاسرائيلي والامريكي في المنطقة، مشبها ما يستعرضونه من قتل وذبح بما قامت به الولايات المتحدة في العراق عام 2003 من باب اشاعة الرعب.
واضاف محمد انه لا يبرر جرائم احد وانه حزين لقتل المسلمين بعضهم بعضا رغم ان الله تعالى قال ان “المسلمين اخوة”، معيدا كل الاشكالات في المنطقة الى التواجد الاسرائيلي وسلب الفلسطينيين بلادهم والذي ولّد كل الشعور بالظلم والاضطهاد لدى الشعوب العربية والذي يتم تنفيسه اليوم بالجماعات “التي نتفق ايضا مع تسميتها ارهابية”.




عدد المشاهدات : (3562)

تعليقات القراء

ابو الزبن
اذا تجردنا من عقلية 00000احنا بالف الف خير ياريت 00000كان عندك بعد نضر احسن من هذا السؤال الذي يدل على تخلفنا.
05-09-2015 12:32 PM
رعد الدبوبـــــــي
رجل عظيم حول بلاده من التخلف الى قمة التحضر و الرقي
05-09-2015 11:13 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :