تستمر فعاليات مهرجان “أردننا” الذي انطلق في الثامن والعشرين من آب (أغسطس) الماضي، ويستمر لغاية الخامس من الشهر الحالي، وسط حضور ومشاركة العديد من الشركات المحلية التي تعرض منتجاتها، بالتزامن مع الفقرات الفنية التي تجد صداها بين الحضور، بالإضافة إلى الفقرات الترفيهية العائلية.
وعلى أرض المعارض على طريق المطار، تتوجه العائلات مساء للاستمتاع بالأجواء الصيفية والمعتدلة، والتي تسعى في الوقت ذاته إلى الاطلاع على المنتجات الأردنية التي يقوم منتجوها بعرضها وتعريف الزائرين بها، عدا عن توزيع الهدايا والعينات المجانية على الحضور من مختلف الأعمار، والتي تقدمها الشركات المنتجة والرعاة.
ويستطيع الزائر لمهرجان “أردننا”، أن يطلع على أصناف مختلفة من المنتجات؛ إذ تم تقسيم المعرض إلى زوايا عدة تعرض المئات من المنتجات المحلية، ذات الطابع الأردني، والتي تُظهر مدى الجودة والحرفية في الصناعات، وتقديم المنتجات؛ حيث يأتي هذا المهجران كفعالية تعريفية وترويجية للصناعات الأردنية، والذي أشرفت عليه وزارة الصناعة والتجارة.
وتقول شيماء جهاد التي تجولت في المهرجان، إن المعرض يوجد فيه الكثير من المنتجات التي استهوتها، وتسعى بالفعل إلى تجربتها، خاصة وأنها منتجات محلية قد تكون أقل سعراً من باقي المنتجات، كما أشادت بالطريقة التي تم فيها تقسيم المعرض والتجوال والحركة بكل حرية والتحدث مع المنتجين ومندوبيهم بشكل مباشر.
وتؤكد شيماء أنها تعرفت على المهرجان من خلال الدعاية والإعلان الذي تم ترويجه خلال الفترة القليلة الماضية، إلا أنها ترى أن المكان “بعيد إلى حد ما عن باقي المحافظات”، ما قد يكون عائقاً في زيادة أعداد الحضور.
واشتمل المعرض على مجموعة كبيرة من الأصناف الإنتاجية، وكذلك الشركات الاستثمارية والبنوك، وغيرها الكثير مما يمكن أن يتم التعريف به للحضور، ومن أبرز الصناعات التي تم عرضها وتوزيع الهدايا المجانية منها هي “الشركات الغذائية بمختلف الأصناف، الصناعات البلاستيكية، الأزياء والملابس، الصناعات الكيميائية، المنشورات الأدبية من الجامعات ودور النشر، الصناعات الكهربائية، بالإضافة إلى مجموعة من الشركات الصناعية والاستثمارية”.
وفي خارج المعرض، تواجد العديد من الزوار ليستمتعوا بالأجواء المبهجة، من خلال العروض الفنية الشيقة، والعروض الموسيقية الفلكلورية، بالإضافة إلى وجود معارض خارجية تم تقسيمها حسب المحافظات، لتقوم كل محافظة بعرض منتوجاتها وفلكلورها في جناحها الخاص بها.
ولاقت أجنحة المحافظات استحسان الحضور لوجود العديد من المنتجات المحلية والصناعات اليدوية من أغذية وحرف ومشغولات من الإكسسورات ذات الصنع اليدوي المتقنة، وتمثل تاريخ الأردن والمحافظة بشكل خاص.
أُبي أبو دولة، كان أحد المشاركين في جناح محافظة المفرق، ويعرض مجموعة من الصناعات والحرف اليدوية التي يقوم بصناعتها هو وأصدقاؤه، ووجدوا في معرض “أردننا” فرصة لعرض تلك المنتجات وتعريف الناس بها، ليكون مفتاحاً لهم إلى المجتمع والسوق المحلي والعالمي، كما تواجدت في العديد من الجنسيات المختلفة التي زارت مختلف زوايا المعرض للتعرف على الصناعات المحلية والمنتجات الأردنية.
ويقول أبو دولة إن الإعلان عن المهرجان كان قوياً، إلا أن الزوار قد يجدون صعوبة في تحديد المكان بشكل مباشر، لكنه يتأمل أن يكون هذا المهرجان ناجحاً بكل معنى الكلمة، كونه داعما للصناعات المحلية والمنتجات والتجار والحرفيين الأردنيين.
كما تحدثت ميرة القريني التي تشارك في المهرجان بمنتجاتها اليدوية النسائية، عن أن مشاركتها ساعدتها على تسويق منتجاتها التي تصنعها يدوياً، وتسعى لأن يتعرف عليها الزوار، إلا أنها في الوقت ذاته ترى أن التوقيت للمهرجان سيكون أفضل لو أنه لم يتزامن مع مهرجان التسوق الموجود في معرض عمان الدولي، والذي أقبل عليه الكثير من المواطنين، عدا عن كون المكان بعيدا نسبياً عن الزوار، إلا أنها سعيدة بمشاركتها وتتمنى أن يكون الإقبال في الأيام المقبلة أكثر مما هو عليه الآن، خاصة وأنه يستمر لفترة ليست بالقصيرة.
وتعد زاوية قرية المحافظات التي تُقام خارج المعرض وفي الهواء الطلق ذات ميزة خاصة، كونها تستعرض محافظات المملكة الـ12 كافة بتزيين المنطقة الخاصة بها من الهيكل البيضاوي، فتلتقي هذه المحافظات في الوسط لتشكل بلداً واحداً بعناصره كافة، لكل منها مدخل خاص بها، مصمم ليعكس معلماً تاريخياً في تلك المنطقة، أو ميزة من ميزاتها، ويوجد فيها فرق فلكلورية من المحافظات، بمشاركة حوالي 20 مشاركا من كل محافظة.
وستقوم اللجنة القائمة على المشروع بتقديم جوائز للمحافظات: لأفضل تصميم، أفضل مأكولات، الصناعات اليدوية المميزة وغيرها، كما سيقدّم المشاركون الصناعات اليدوية والحرف التقليدية التي تحافظ على إرث المحافظة، كالفسيفساء والفخاريات وزيت الزيتون والمطرّزات والرسم بالرمل وغيره.
ومما يتميز به المهرجان من خلال إدارته، هو وجود العشرات من الأشخاص الذين يقومون بتقديم الدعم والمساندة في تنظيم المهرجان، ويقومون على مساعدة الزوار والإجابة عن استفساراتهم، ويمكن التعرف عليهم من خلال لباسهم للقمصان التي كُتب عليها “اسألني” في إشارة إلى إمكانية تقديم المساعدة عن استفسارات الزوار، وتوزعوا في مختلف الزوايا.
ويضم المهرجان العديد من الزوايا التي تُعنى كل منها بقطاع وفقرات معينة، وأبرز تلك الزوايا هي “الشارع الرئيسي- قلب المهرجان”، وهو شارع المشاة الرئيسي الذي يصل بين مناطق المشروع المختلفة وهو مضاء بشكل مميز، ليستمتع المشاة بالعروض الفنية المختلفة، كما ستتواجد إشارات للمشاة لتوجّههم لمناطق المهرجان المختلفة.
وسوف يشمل البرنامج؛ فرق المشاة الموسيقية، الجيوش الرومانية، الأمن العام، مشاهد تمثيلية عسكرية وموسيقات القوات المسلحة، بالإضافة إلى فرق الفولكلور من مختلف المحافظات.
كما سيكون هناك مسرح الأردن “نبض المهرجان” على امتداد 9 أيام، ستدمج جميع أنواع الموسيقى في هذا المهرجان من خلال برنامج يومي يشمل نجوم الفن الأردنيين باختلافهم، بالإضافة إلى معرض الكتاب، وهو معرض لكُتّاب أردنيين وبمشاركة 10 دور نشر أردنية، كما سيتم إلقاء الضوء على أشهر وأعرق الكتّاب بتاريخ الأردن في زاوية محددة من المعرض.
وفي الجانب الثقافي، هناك برنامج الفعاليات الثقافية الذي سيضم فقرات للكبار، وأخرى للصغار، من قراءات من كتّاب شعر، رواية، عمل أدبي، توقيع كتاب، شعراء شباب، وقراءات للصغار، أغان وموسيقى ورسم، موسيقى، كتابة حرة، طائرات ورقية، سيارات سلكية، مسرح خيال الظل، ألعاب شعبية.
ويوجد في المهرجان شارع الفن، ويهدف هذا المعرض إلى تعريف المجتمع الأردني بأنواع مختلفة من الفنون البصرية في إطار منظّم وحديث، ودعم الفنانين الأردنيين لعرض وبيع أعمالهم بتكلفة قليلة وإعطاء الفرصة لطلاب التصميم والهندسة المعمارية لعرض أعمالهم.
و”صنع في الأردن” هو معرض يهدف إلى توفير مساحة عرض للصناعات الوطنية المميزة. وخلق فرص تبادل تجاري وتوفير المنتوجات المحلية للمستهلك بأسعار منافسة، وتوفير مساحة لتبادل الأفكار.