رم - اكد نائب رئيس الوزراء الأسبق الدكتور مروان المعشر على اهمية تغيير مناهج الانظمة التربوية والتعليمية وطرق تدريسها للوصول الى ايجاد مؤسسات ديمقراطية وبناء اجيال تحترم الآخر وتحترم الاراء المختلفة ولديها القدرة على التفكير بشكل نقدي ولا تقبل ما يعطى لها على انه مسلمات او حقيقة.
ودعا خلال الندوة التي نظمها منتدى الفحيص الثقافي بالتعاون مع مديرية ثقافة البلقاء بعنوان «تحديات الاردن المقبلة» الحكومة الى ايلاء موضوع التطوير التعليمي الاولوية في ظل خطورة ما تتضمنه المناهج التدريسية من فكر الاقصائية وعدم احترام الاخر والاستعاضة عن المناهج بفكر تنويري لمواجهة الفكر الانغلاقي.
وحول ابرز التحديات التي تواجه المجتمع اوضح الدكتور المعشر ان الحالة السياسية الداخلية تستدعي ايجاد قانون انتخابي يؤسس لبرلمان قوي قادر على مراقبة السلطة التنفيذية باعتبار ان القانون الحالي لم يعالج الاختلال وهيمنة السلطة التنفيذية على صنع القرار وغياب وضعف السلطة التشريعية والقضائية على مراقبة ومحاسبة اداء السلطة التنفيذية.
وفيما يتعلق بالثورات العربية التي تشهدها دول الجوار قال الدكتور المعشر «اننا على مفترق طرق بعد ان فضحت هذه الثورات هشاشة المجتمعات العربية واثبتت العديد من الدول القطرية من العالم العربي هي مجرد اوعية فارغة كونها بنيت على اسس ضعيفة وتخلو من بناء المؤسسات الديمقراطية ومن مفاهيم حديثة للمواطنة وللهويات الوطنية الجامعة واستعاضت عنها بانظمة فرضت الاستقرار الامني بالقوة وبشكل مصطنع واخرى اعتمدت المحاصصات الطائفية التي لا تنمي الشعور الحقيقي للجميع بالمواطنة.
واضاف « ان الاستقرار الامني وحده لا يصنع مستقبلا بل يعالج مواضيع آنية فقط، معتبرا ان الاستقرار الحقيقي لا يتأتى الا من خلال بناء المؤسسات الديمقراطية وتطبيق القانون على الجميع دون محاباة وبعدالة، بالاضافة الى تطوير مفهوم حداثي للمواطنة الحاضنة للتنوع باعتبار ان المجتمعات العربية مجتمعات تعددية.
و دعا الى اهمية ايجاد مشروع تنويري حداثي يواجه كافة التحديات الداخلية و الخارجية يقوم على بناء المؤسسات وعلى الدوله المدنية واحترام التنوع والاختلاف في المجتمعات.
وتطرق الى موضوع المواطنة الحاضنة للتنوع التي تتغيب عن دول الشرق العربي والتي غلبت فيها الهوية الفرعية على الهوية الوطنية و فشلت في ايجاد هوية عربية جامعة التي تجعل من المواطن ان يقدم الولاء للدولة التي ينتمي اليها.
واشار الى ان التحديات الخارجية التي تواجه الاردن هما الصراع الفلسطيني -الاسرائيلي والملف النووي الايراني الامر الذي يتطلب ايجاد مطبخ سياسي للخروج بخيارات تنسجم مع الواقع الجديد.