"السواعد الخضراء": مشروع زراعي أردني


رم - "السواعد الخضراء" مشروع استطاع خلال ثلاث سنوات أن يغزو سماء العالمية، وتقديم نموذج حي لحل مشاكل القطاع الزراعي العالقة منذ عشرات السنين.
وتعتبر مزارع السواعد الخضراء، إنتاجا زراعيا متطورا، يقوم على الإدارة الاقتصادية التي تهتم بأدق التفاصيل بهدف الوصول إلى النجاح وتحقيق الربح وإدامة العمل وتطويره.
يروي مدير عام المشروع شريف حجار كيف بدأت الفكرة وكيف جرى ترجمتها على أرض الواقع، مشيرا إلى أن فكرة المشروع بدأت صدفة عندما كنت أطالع إحدى الصحف في لندن ومررت على تقرير صحفي يروى أهمية الورقيات كالريحان والزعتر والنعنع وغيرها، وكيف أن معظم الإنتاج المطروح في السوق البريطانية هو من إنتاج إسرائيلي وإسباني.
ويضيف "من هنا انطلقت الفكرة، إذ إننا في الأردن مجاورون لإسرائيل ولدينا الإمكانات اللازمة لذلك، فلماذا لا نقوم نحن بزراعة هذه المنتوجات وتصديرها؟".
يقول حجار "قمنا بإجراء دراسات مع عدد من الشركاء والممولين عن مدى نجاح زراعة الورقيات، ومدى القدرة على تسويقها ومنافسة المصدرين الآخرين بطريقة علمية ومدروسة".
ويبين أنهم لم يكونوا يملكون أدنى خبرة في مجال الزراعة أو العمل الزراعي، إلا أنهم كانوا يمتلكون موهبة في الإدارة من وجهة نظر اقتصادية، أي كيف تنشئ مشروعا بإدارة ووجهة نظر اقتصادية بحتة، وهو الأمر الذي يفتقده القطاع الزراعي في الأردن، وخاصة في وادي الأردن الذي يواجه صعوبات في التسويق، مع غياب مؤسسات تسويق خاصة يكون المزارع شريكا فيها وليس طرفا ثانيا.
ويركز حجار على أن عملية التسويق هي أساس النجاح في القطاع الزراعي، لأن المزارع ينتج ليبيع ويحقق المردود مقابل إنتاجه، وإذا لم يتمكن من تسويق إنتاجه فإنه سيخسر، مؤكدا "إننا أخذنا على عاتقنا منذ البداية أن نقوم بالتسويق على نفقتنا الخاصة، بحيث نوفر السلعة بأفضل المواصفات وبالكميات الكافية لتلبية احتياجات المستهلكين على مدار العام دون الحاجة إلى وساطة أو ما شابه ذلك".
يرى حجار، أن الإنتاج لدول أوروبا الغربية يحتاج إلى جهد والتزام بمعايير دقيقة تضمن وصول محصول ذي جودة عالية إلى أسواقها، ما دفعنا إلى بذل جهد وتكاليف باهظة لكي نفرض أنفسنا على المستهلكين من خلال إنتاج ورقيات ذات جودة عالية وتوفيرها على مدار العام بالكميات الكافية وبالوقت المحدد لنصبح منافسين في هذا السوق المهم.
ويشير إلى أنه تم استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، إذ يقوم المشروع على زراعة الورقيات داخل أحواض مجهزة بتربة خاصة غير تربة الأرض، واستخدام نظام إعادة تدوير مياه الري، الأمر الذي يكلف مبالغ طائلة، إلا أنه يعود بمردود أفضل ويوفر مع مرور الوقت من التكاليف التي تنتج عن زراعة الأرض واستخدام المياه والأسمدة.
ويلفت حجار إلى "أن المشروع حقق نجاحا كبيرا في خطة عمله، إذ تتجاوز مبيعاته للسوق البريطانية 35 % من حجم تجارة الورقيات في بريطانيا، قائلا "تمكنا من خلال السنوات القليلة من عمر المشروع أن ننتزع السوق من لاعبين رئيسيين كإسرائيل ودول إفريقية، وتكوين شراكات وعلاقات متينة مع الأسواق الأوروبية".
ويعود ذلك حسب ما يرى، إلى جودة المشروع الإنتاجية، والتزامه بالمعايير الدولية، وقدرته على توفير إنتاج على مدار العام رغم كل الصعوبات التي لا تواجه منافسينا سواء بأسعار الشحن أو توافر خطوط طيران مستمرة.
ويعتبر حجار أن مشكلة النقل الجوي إحدى أهم الصعوبات التي واجهته؛ خاصة عدم انتظام خطوط الطيران وتأثير ذلك على وصول المنتج للمستهلك في الوقت المناسب، إضافة إلى نظام التدقيق لأن جهاز الكشف لا يسمح بمرور كميات بارتفاع أكثر من 240سم، ما يقلل من الكميات التي نستطيع إرسالها بالشحنة الواحدة، مشيرا إلى اننا استطعنا مع مرور الزمن ووجود عدد من شركات الطيران التغلب على معظم المشاكل.
ويؤكد حجار أن ما قمنا به في المشروع يمكن الاستفادة منه في حل مشاكل القطاع الزراعي المتمثلة بالاختناقات التسويقية، وذلك من خلال إنشاء مؤسسات تسويقية يكون المزارعون شركاء فيها لا أن يكونوا طرفا خارجيا فقط، إضافة لحرص المزارع على تقديم افضل المنتوجات ذات الجودة العالية التي تفرض نفسها وتسوق نفسها على الزبائن، فضلا عن التوجه إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة التي تسهم في توفير الكلف وتحسين الإنتاج.
وينهي حجار حديثه بأن المشروع حرص على الإسهام في النهوض بالمجتمع المحلي، من خلال تشغيل أكبر عدد ممكن من العمالة المحلية، حيث استقطبنا ما يقارب 80 فتاة وشابا من منطقة الأغوار، وقمنا بتدريبهم على العمل وضمان استمراريتهم بإخضاعهم للضمان الاجتماعي، ومنحهم الأجور المناسبة، موضحا أن العمل مع الورقيات يشبه التطريز وبحاجة إلى أيد ناعمة وخبرة كافية للتعامل معها، خاصة خلال القطاف والتدريج، ما دفعنا إلى تدريب عدد كبير من الفتيات وتأهيلهن للعمل في المشروع.



عدد المشاهدات : (1484)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :