عبد الهادي راجي المجالي يكتب : علي الفلسطيني


رم -
كتب عبد الهادي راجي المجالي


هذا الصباح صحوت على خبر يقول :- أن المستوطنين , هاجموا منزل فلسطيني بالزجاجات الحارقة , وكانت النتيجة ..إستشهاد الرضيع علي سعد الدوابشه ..عن عمر يناهز السنة والنصف....أحرقوه قبل أن يكمل عامه الثاني , ومن دون أن ينطق ..أو يتعلم الهرولة , وأظنه ما زال ينام بحضن أمه مرتديا (الفوطة) ...هل تألم من النار ؟ ..بالطبع فهو لا يستطيع الجري ..ولا يستطيع القفز أو الهرب ...وأظن أن (اللهاية) كانت معلقة في صدره لحظة إحتراقه شهيدا ...
مالذي سأكتبه عن علي عن ماثر الفقيد ...هل اكتب عنه أنه كان يعبث بالأوراق ويحب تمزيقها , هل أكتب مثلا ...أن أسنان الحليب بدأت للتو بالنمو , وكان يحب عض يد أمه , وعض (ريموت ) التلفزيون ...وأنه كان يحب إلتقاط الأشياء من الأرض ووضعها في فمه ...هل اكتب عن عمليات الحبو السرية التي , مارسها اسفل السرير وتحت الطاولة , هل أكتب ..عن الفوط التي كان يخلعها من تلقاء نفسه متمردا على رغبة الأم ...وعن التحاميل (الديكلوجيسك) التي كان يأخذها حين تداهمه الحرارة ....
على كل هذه الأفعال إغتالته إسرائيل , وتلك بالنسبة لليهود أسباب تستحق الموت ..ولا أنسى , الضحكات التي كان يطلقها حين تقوم الأم , برش البورده على قدميه الصغريتين , حين تغير الفوطه له ...وعملية الدغدغه التي تجري لسرقة إبتسامة منه ...نعم تلك جريمة , ينحر ويحرق عليها الفلسطيني .
الثوار يا علي حين يستشهدون ...يتركون بنادقهم , وذخيرتهم ...وخرائط العمليات وعلب السجائر والنظارات ....وفيما بعد , يتقاطر التاريخ على تصويرها وعرضها ..وأنت مثل الثوار غادرت العمر وتركت , خلفك ما يدل على هوية الطفل الفلسطيني ..تركت علبة الحليب , والرضاعة , ودواء (الديفلات) ..الخاص بالإنتفاخ وعلبة البودرة ...وتركت اثار اسنان الحليب , على طرف التخت ...
نم يا حبيبي ...بحفظ الله , فالفوطة التي تركتها خلفك حين ذهبوا بك للمشفى وبكل ما تحتوي ...هي أشرف وأطهر وأعف ...من دنيا صامتة ...لا تعرف سوى النحيب والإستنكار ..
نم يا طفلي المدلل .... يا دمعة فلسطين , ونحيب الزيتون ...ويا بعض الحب في الجليل , وكل مجد الخليل ...نم قرير العين , فأنت بمرتبة عمر المختار ..وصدام حسين ومعاذ الكساسبة , وعبدالقادر الحسيني ...أنت بمرتبة كل هؤلاء العمالقة ..لأن طفولتك قهرت نووي إسرائيل , قهرت الميركافا ..قهرت , كل ما يدعون وما يكتبون ...أنت أصلا لم تحترق إستقبلت النار ....وقلت لفلسطين إفتحي في دفتر الشهداء , ورقة جديدة , وسجلي خانة للأطفال الشهداء وأولهم أنا ..علي .
أتدري يا علي ..لو أن الأجساد تشبه الأرض , وتستطيع في لحظة أن تحفر في صدرك قبرا ...لجعلت مستقرك الأخير في صدري , ولحفرت قبرك بين الضلوع....ولكنه تراب فلسطين الأطهر من كل الصدور ...
نم يا شهيد , يا عملاق , يا طيب ..يا نبيل ...وتذكر ...حين يبلل الندى قبرك وينثر الله لك ..على الأكتاف جناحين , وتزهر الأرض , ويأتيك طيب الجنة ....تذكر أنك ذات يوم ستخرج من القبر... عليا الفلسطيني ...وستحرق دولتهم وأحلامهم وزمنهم بمثل ما حرقوا جسدك الأغر ...



عدد المشاهدات : (4988)

تعليقات القراء

مغترب
واقع مؤلم جدا
كلماتك بما تحتويه من معاني واحساس صادق ابكتنا
رحم الله الشهيد الطفل علي
02-08-2015 09:05 AM
خالد الدعجه
نعم....ما اشد الم العجز وقلة الحيلة...هو استشهد وله الجنة ونحن نحترق اﻻف المرات ونحن نشاهد ونتعذب وليس باليد حيلة...الله ينتقم من كل قادر ولم يفعل شيء لنصرتهم..ﻻحول وﻻ قوة اﻻ بالله.
01-08-2015 11:24 AM
نهاية عطية
هادا اكبر دليل علي ان داعش هم يهود هم من حرقوا كساسبة اللة يرحموا وهوايتهم الحرق ووو صدقوني هاي اعمال صهاينة
01-08-2015 08:30 AM
الله يحيك
الله يحيك با ابن الكرك
01-08-2015 02:44 AM
المهاجر
ابكيتني والله يا عبد الهادي ..ولكن لم يكن على استشهاد هذا الطفل الشهيد فهو في ذمه الله مع النبيين والصديقين والشهداء ...ولكنك ابكيتني على عجزنا وعلى قله حيلتنا ولم يلقى لنا غير البكاء والعويل وحسبي الله ونعم الوكيل
31-07-2015 08:42 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :