تشخيص التوحد من خلال الشم


رم - تعددت الاختبارات والفحوصات والتي تحدد اصابة الطفل باضطراب التوحد ، وما كان مؤخرا هو اختبار يكشف عنه من خلال حاسة الشم. وقد تبدو هذا غريبا حيث ان لا علاقة تبدو واضحة بين الشم وهذا الاضطراب النفسي الاجتماعي .
فأغلب الناس يميلون لشم الروائح الزاكية من ورود وعطور وطعام ويتجنبون كل ما هو مؤذ الرائحة ، ولكن هذا النفور او الاقبال على الرائحة لم يلحظه الباحثون على اطفال التوحد.
وبعداختبارات متعددة اجريت على مجموعة من الاطفال وكان آخرها اختبار اجري على 36 طفلا ، تبين ان هذا الاختلاف في شم الروائح وتقبلها لم يتم العثور عليه عند المتوحدين.أما هذا الاختبار فكانت مدته قصيرة لا تتجاوز عشر دقائق، حيث وضع انبوب احمر اللون مهمته إرسال روائح إما جيدة أو كريهة إلى الأنف بينما سجل الأنبوب الأخضر التغييرات التي تحدث في أنماط التنفس. وعادة ما يغير الاطفال مستوى عمق الاستنشاق بحسب الروائح ولكن الأطفال المصابون بالتوحد لم يظهروا هذا التغيير على الإطلاق، إذ أنهم التقطوا نفس الاستنشاق لرائحة الشامبو مثل استنشاقهم رائحة السمك العفن. وهذا أمر ملفت للنظر ومثير للدهشة إلى حد ما.
ويؤثر التوحد على السلوك والتفاعل الاجتماعي ومهارات الاتصال، ويصيب هذا المرض واحدا من بين كل 160 طفلا على مستوى العالم. وقالت الجمعية الوطنية لمصابي التوحد إن الرائحة يمكن أن تصبح في نهاية المطاف أداة إضافية لإجراء اختبارات عن التوحد.
طور الفريق برنامج للحاسب يمكنه اكتشاف التوحد لدى مجموعة من الأطفال بمستوى من الدقة يصل إلى 81 في المئة. وأظهرت الاختبارات أنه كلما كانت أعراض التوحد أكثر قوة، كلما استغرق الأطفال وقتا أطول في شم الروائح الكريهة.
وقال فريق البحث إن أحد مميزات اختبارات استنشاق الروائح هي أنه لم يعتمد على قدرة الطفل على التواصل، ولذا فإنه قد يكون مفيدا في مرحلة سنية مبكرة.
وأضافت «روزنكرانتس» أحدى المشاركات في هذا الاختبار :» قبل أن نتمكن من استخدام ذلك كاختبار للكشف عن الإصابة بالتوحد، فإننا نحتاج إلى معرفة في أي عمر يبدأ الأطفال في اكتساب الاستجابة عن طريق الاستنشاق من بين عموم السكان. فالروائح لها دور في التفاعل الاجتماعي، وهذا قد يفسر علاقتها بالتوحد.
وقالت جوديث براون من الجمعية الوطنية لمرضى التوحد في بريطانيا: ان إجراء فحص للكشف عن المرض يمثل خطوة حاسمة في إطلاق خدمات الدعم الحيوية التي يمكن أن تحدث فرقا هائلا للناس المصابين بالتوحد وعائلاتهم وأضافت: إذا تأكدت هذه النتائج الأولية وجرى فهمها بالكامل، فإن الاختلافات المتعلقة بالتعرف على الروائح قد توفر أداة إضافية في العملية الضرورية متعددة الجوانب في الكشف عن هذا المرض .

الرأي



عدد المشاهدات : (2462)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :