ما أصعب أيامنا القادمة!


رم - فهد الخيطان



أيامنا المقبلة صعبة، وما من مؤشر على أن المنطقة من حولنا تميل للاستقرار. إذا فات الصيف الحالي من دون تسوية سياسية في سورية، فإن الجارة الشمالية على موعد مع تطورات خطيرة. العراق ليس قادرا بعد على وضع نهاية لدولة "داعش" هذا العام، وسيظل على الحافة لسنوات طويلة.
"داعش" في أوج قوته، رغم الانتكاسات المحدودة؛ يضرب في كل مكان في العالم، ويسعى بكل قوته لتفجير دول الخليج من الداخل. تفجيرات السعودية والكويت ما هي إلا البداية؛ ففي جعبة الإرهابيين المزيد. الكويت أعلنت بالأمس أنها دخلت في حالة حرب.
ذكرى الثورة "الانقلاب"، تحولت إلى مأساة في مصر. أرض الكنانة غرقت رسميا في المجهول. وفي اليمن، فشلت الدبلوماسية كما كان متوقعا، وعاد المفاوضون إلى خنادقهم من جديد. التحالف العربي في اليمن فشل في حسم المواجهة.
حكومة إسرائيل رفست برجلها مبادرة السلام الفرنسية، ونتنياهو يمضي في سياسة القلعة الحصينة، ولا يريد شيئا من جيرانه سوى الأمن مقابل لا شيء.
الأردن يعيش أصعب أيامه بحق، ويتعين على مؤسسات الدولة أن تصارح الشعب بالحقيقة. ليس هناك فرصة لتحسن الأوضاع الاقتصادية في وقت قريب. أسواق المنطقة مسدودة في وجه صادراتنا. وصول المنتجات الزراعية إلى السوق العراقية، يتطلب دورة طويلة ومكلفة.
انسوا السياحة؛ من يقبل القدوم إلى منطقة تشتعل فيها النيران؟
العلاقات مع دول الخليج فاترة، ولا أمل في مساعدات مجزية، أو تجديد المنحة الخليجية التي تعكزت عليها مشاريع التنمية في السنتين الماضيتين.
العالم يقدر صمودنا وسط الحرائق المشتعلة من حولنا، ويشيد بكرمنا مع اللاجئين السوريين. لكن باستثناء الولايات المتحدة، ما من أحد يمد يده لجيبه لمساعدتنا.
ثمة هامش محدود للمناورة الداخلية، لكنه غير كاف لإحداث فروق تلمسها الأغلبية الساحقة من المواطنين. أقصى ما يمكن فعله، المحافظة على ما تحقق من مكتسبات، وتعظيمها، والتفكير بطريقة خلاقة وشجاعة لبناء القدرات الذاتية، وتوجيه الموارد بشكل صحيح، لإدامة حالة الاستقرار، وتعزيز فرص الحياة الكريمة للمواطنين، وتحصين الجبهة الداخلية، وتأمين مصادر الصمود على المستوى الاستراتيجي في مجالات الطاقة والأمن.
ينبغي الحذر من رفع سقف التوقعات، لأن ذلك سيرتد بشكل سلبي على الدولة. الإرهاب يضرب في كل البلدان، وعلينا تهيئة الرأي العام لتقبل أسوأ الاحتمالات. والاقتصاد لن يتحسن قريبا، ومن الضروري التفكير ببدائل لمصادر الدخل التقليدية.
مشاكل الأردن في جوهرها خارجية، وليست داخلية. نحن ندفع ثمنا باهظا لجنون جيراننا الأقوياء، والأغبياء. ولأننا في هذه الحال، لا نملك القدرة على التحكم بمآلات المنطقة وخياراتها.
حتى وقت قريب، كان الأردن في صف المتفرجين. لكن دخان الحرائق من حولنا يكاد يخنقنا، بعد أن سد المنافذ والمعابر والحدود، وغمر البلاد بفيضان اللاجئين، وشرع الفضاء للأفكار المسمومة، وقطع حبل المودة مع الأشقاء.
نحن وحدنا اليوم في الإقليم. لم نكن يوما بمثل هذه الحال، لكن علينا التأقلم مع ليل طويل. وذلك يتطلب خطابا جديدا، وإدارة استثنائية تحمي المملكة في الزمن الصعب.



عدد المشاهدات : (4461)

تعليقات القراء

د.منذر البديري

هذا هو الكلام المفيد .....
و هنا تكمن الحقيقة و الحل ....
الحل علاقات متوازنة مع الخليج و مع محور المقاومة خارجيا.....؟
و البدء بتغير الخطاب الديني الشعبي المتطرف..... داخليا؟؟؟؟
02-07-2015 10:14 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :