دائـــرة الآثـــار تـُـنقذ مـــوقعــاً تـــاريخيـّـاً كـان مــقرّراً أنْ يختـرقـــه شــارع الـمطــار


رم -

رم - الأردنّ اليـــــــــوم

قالت دائرة الآثار العامة انها انقذت موقعا تاريخيا في منطقة تل العميري الشرقي بعدما كان مقررا ان تخترقه توسعة شارع المطار، موضحة أنها اتفقت مع منفذي التوسعة على تغيير مسار العمل ليبقى الموقع الاثري الذي يضم كنيسة بيزنطية ضخمة ...

وعلى ما أوضح مدير عام دائرة الاثار فواز الخريشة فان الدائرة تعكف على ترميم الموقع والتنقيب فيه، متوقعا أن يفضي العمل المتواصل الى كشف بقايا اثرية قد تفسر هوية الموقع الذي يجاور متنزه عمان الوطني ...

ويحمل الموقع الاثري بصمات ثلاثة عصور هي الروماني المتأخر والبيزنطي والاموي، حسب الخريشة الذي بين أن التنقيب كشف دلائل على أن الموقع كان مأهولا في العصر الروماني، خصوصا مع وجود عناصر معمارية أعيد استخدامها في المبنى مثل الحجارة الكلسية الصلبة المزخرفة بأشكال هندسية ونباتية تمثل ورودا صغيرة وإكليلا ومذبحا فضلا عن قطع فخارية ...

واضاف ان التنقيب كشفت ملامح عمارة ضخمة تمثل كنيسة بيزنطية على النظام البازيلكي وتضم رواقا يتوسط الصحن، اضافة الى رواقين جانبيين صغيرين ...

وتتجاور في الموقع هويات حضارية مختلفة ، يبرزها النمط المعماري المتباين، خصوصا في حجارة حاجز الكنيسة الثانية التي شيدت فوق الكتابة اليونانية التكريسية ...

وقال الخريشة ان التنقيب كشف عن إعادة بناء أرضية الكنيسة في فترة سبقت انشاء أعمدتها الأربعة، اذ يبدو لافتا أنه جرى اعادة تبليط أرضية الكنيسة بالفسيفساء بحجارة بارزة عن مستوى الأرضية ما أدى إلى طمس بعض أحرف النقش ...

وتتميز أرضية الفسيفساء بتنوع أشكالها الهندسية والنباتية والحيوانية، اضافة الى استخدام ألوان متعددة منها الأحمر والأصفر والأسود والرمادي والأبيض في مساحة مستطيلة الشكل بطول يصل الى تسعة امتار وعرض ثمانية امتار ونصف المتر، حسب الخريشة ...

وكشف التنقيب كذلك عن نقش يوناني طوله 3,5 متر وعرضه 70 سنتيمترا ويتكون من سبعة أسطر تخليدا لذكرى إنشاء الكنيسة، إضافة لملحقات البناء التي تضم حجرات مستطيلة الشكل وخزان ماء ...

وأضاف انه أعُيد استخدام الكنيسة في العصر الاموي بشكل كامل وهو ما يظهر في توظيف الرواق الأوسط « صحن الكنيسة » حجرة كبيرة واسعة، فضلا عن تقسيم الرواقين الشمالي والجنوبي لحجرات مستطيلة، موضحا أن التنقيب كشف طبقة سميكة من الرماد إرتفاعها متر في أرضية إحدى الحجرات، اضافة الى بقايا جذوع اشجار نخيل متفحمة ربما كانت سقفا للحجرة ...

وعثر المنقبون كذلك على على عدد من الجرار والأباريق الفخارية الأموية صغيرة الحجم ...

وقال الخريشة انه يصعب تفسير وظيفة المبنى، وما اذا استمر كنيسة أم تحول للسكن، بيد أنه لاحظ أن الزخم الحضاري في الموقع خصوصا في العصرين البيزنطي والأموي يدل على التسامح والتعايش الذي كان سمة العصر الأسلامي ...

المصــــــدر : « بـــــــترا »




عدد المشاهدات : (18612)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :