رحلة 100 عام مع شركة مان للشاحنات والحافلات


رم - أعلنت شركة مان للشاحنات والحافلات الشرق الأوسط (MAN Truck & Bus)، الشركة الرائدة عالمياً في تصنيع الشاحنات والحافلات، اليوم عن معلم بارز في مسيرة الشركة مع احتفالها بمرور 100 عام من إنتاج المركبات التجارية. وقد تمكنت الشركة في الشرق الأوسط على مدى الأعوام الماضية من تعزيز ريادتها من خلال عملياتها المنتشرة في دول مجلس التعاون الخليجي والمشرق العربي.

وقال السيد فرانز فون ريدويتز، المدير العام الجديد لشركة مان للشاحنات والحافلات الشرق الأوسط: "يعد الاحتفال بـ100 عاما من تصنيع المركبات التجارية إنجازاً كبيراً وأنا فخور لقيادة شركة مان للشاحنات والحافلات الشرق الأوسط خلال هذه الحدث التاريخي. تتمتع شركة مان بتاريخ طويل في المنطقة، وجنبا إلى جنب مع الموزعين الكرام، فقد تمكنت الشركة من اكتساب سمعة راسخة كمصنع مبتكر وموثوق للمركبات التجارية، والذي يقدم منتجات ذات جودة عالية لعملائنا في مختلف القطاعات. وفي إطار تطلعنا إلى المستقبل، فنحن نكرس أنفسنا للحفاظ على هذا التراث العميق من خلال الاستمرار في دعم متطلبات النقل لعملائنا مع منتجات وخدمات رائدة في هذا القطاع".

لمحة عامة عن أهم المعالم في مسيرة الشركة
تم بتاريخ 21 يونيو من العام 1915 إدراج شركة جديدة في السجل التجاري لمدينة نورمبرغ: "Lastwagenwerke M.A.N.-Saurer". تأسست الشركة كمشروع مشترك بين شركة "Maschinenfabrik Augsburg-Nürnberg AG" وشركة "Saurer"، المنتج السويسري للمركبات التجارية. وسرعان ما خرجت أول شاحنة "MAN-Saurer" حمولة 3 طناً من المصنع المشترك في لينداو في بحيرة كونستانس. وتلى ذلك إنتاج أولى حافلات الشركة، والتي كانت تستخدم كحافلات للمسافات الطويلة من قبل مكتب البريد الإمبراطوري لنقل الركاب والرسائل والطرود. وكانت تلك بداية تصنيع المركبات التجارية لمجموعة مان، والتي شكلت قصة نجاح لم تقتصر فقط على تاريخ الشركة فحسب، إذ أن المجموعة وضعت بصمة واضحة على تطوير الشاحنات والحافلات مع ابتكاراتها المتقدمة والثورية على مدى السنوات الـ100 الماضية، وما زالت مستمرة في القيام بذلك.

بداية الرحلة
في العام 1916 تم تحويل الإنتاج إلى مصنع مان في مدينة نورمبرغ. وبعد إنفصال شركة "Sauer" في العام 1918، استمرت الشركة تحت اسم "M.A.N Lastwagenwerke". وفي العام 1924، قدمت شركة مان الشاحنة الأولى بمحرك ديزل بنظام الحقن المباشر، والتي أرست معايير تصنيع الشاحنات العاملة بمحركات الديزل. حيث أنها وفرت ما يصل الى 75 في المئة من تكاليف التشغيل بالمقارنة مع محركات البنزين الشائعة في ذلك الوقت. وكان الاقتصاد والكفاءة بالفعل يحتلان مكانة كبيرة ضمن الأهداف التطويرية لشركة مان في ذلك الوقت، الأمر الذي ما زال يطبق حتى الآن. وخلال العام نفسه، أنتجت مان أول حافلة ذات أرضية منخفضة مع هيكل مصمم خصيصا بالشاسيه المنخفض. وكانت الحافلات التي أنتجتها الشركة تبنى سابقا منذ عام 1915 على شاسيهات الشاحنات.

شهد العام 1928 تقديم شركة مان لأول شاحنة ثلاثية المحاور، والتي تعد السلف لجميع شاحنات مان الثقيلة عالية التحمل. وفي العام 1932، تم تزويد شاحنة مان "S1H6" بمحرك "D4086" الذي يعمل على الديزل، ويولد طاقة 140 حصان، والتي أعتبرت آن ذاك شاحنة الديزل الأقوى في العالم. وفي العام 1937 تم تحقيق الإنجاز التقني التالي مع تطويرالمحرك الذي يعمل بنظام الحقن المباشر للديزل مع كفاءة استثنائية في الاقتصاد في استهلاك الوقود وتقديم نظام الدفع بجميع العجلات.

شاحنات مان كمحركات لعملية إعادة الإعمار
شهدت فترة إعادة الإعمار التي تلت الحرب العالمية الثانية طلباً عالياً على الشاحنات. وفي العام 1950 أصبحت شاحنة مان "F8" المزودة بمحرك ثماني الأسطوانات V8 يولد 180 حصاناً معلماً رئيسياً في المعجزة الاقتصادية في الجمهورية الاتحادية الألمانية الجديدة. وفي مطلع العام 1951 برهنت شركة مان عن مستويات الابتكار العالية التي تتمتع بها، وذلك عندما قدمت أول محرك شاحنة ألمانية مع شاحن توربيني لغازات العادم. وينتج المحرك سداسي الأسطوانات قوة 175 حصاناً مع إزاحة تبلغ 8.72 لتر، أي بزيادة ملحوظة في القوة بنسبة 35 في المئة. وفي العام 1955 نقلت االشركة إنتاج الشاحنات والحافلات إلى موقعها الجديد في ميونيخ، في حين أصبح مصنع نورمبرغ مركزاً مخصصاً لإنتاج المحركات.

كما تمكنت شركة مان ايضاً من إثبات قدراتها الإبتكارية في تصنيع الحافلات، حيث قدمت الشركة في العام 1961 إلى الأسواق حافلة "750 HO"، والتي تعد أول حافلة بتصاميم مختلفة وخيارات متعددة. وتم استخدام شاسيه موحد تثبت عليه هياكل مختلفة للحافلات العامة وحافلات النقل بين المدن وحافلات السفر.

"Büssing" تقدم حافلات "ليون" إلى شركة مان
في العام 1971، استحوذت شركة مان على شركة "Büssing Automobilwerke" وعلى مصنعها في مدينة زالتسغيتر. واعتمدت شركة مان تكنولوجيا المحركات تحت الأرضية التي تتخصص فيها شركة "Büssing Automobilwerke" بالإضافة إلى شعار الشركة أسد برونزويك، والذي يزين منذ ذلك الحين شبكة المبرد في جميع المركبات التجارية التي تصنعها شركة مان. وفي نهاية السبعينات، بدأت الشركة في التعاون مع شركة فولكس فاجن في قطاع الشاحنات الخفيفة. واستمر الإنتاج المشترك للشاحنات حمولة ستة طن وثمانية طن من السلسلة "G" حتى العام 1993. وأما اليوم، فقد باتت مجموعة مان جزءاً من مجموعة فولكس فاجن.

ومع ذلك، كانت أفضل شاحنات مان هي المخصصة لأعمال التشييد والتي تتميز بوجود محركها أمام الكابينة وشاحنات النقل لمسافات طويلة التي يكون محركها أسفل الكابينة، على غرار شاحنة مان "19.280"، والتي كانت أولى الشاحنات التي حصدت لقب "شاحنة العام" في 1978 . تبع ذلك العديد من الجوائز، على سبيل المثال فقد حصلت شاحنة مان "F90"، والتي تم تقديمها في العام 1986 على جائزة "شاحنة العام" في العام التالي. وكانت مقصورة السائق الرحبة لشاحنة مان "F90" مثيرة للإعجاب بشكل خاص. لطالما كانت بيئة العمل الداخلية وراحة السائق دائما هي ما يشغل المصممين لدى الشركة. وقد كان طراز مان "F2000" الأكثر نجاحا في التسعينات. ومنذ العام 1994 تم تزويد سلسلة الشاحنات الثقيلة بمحركات قياسية مع نظام تحكم إلكتروني بالحقن.

وشهدت حافلات مان أيضاً الكثير من الإشراقات في مسيرتها. وفي عام 1992، قدمت الشركة حافلة ليونز ستار، الحافلة السفرية التي شكلت أسماء جميع الأجيال اللاحقة من حافلات مان. وتمتاز الشاحنة المرتفعة المخصصة للسفر لمسافات طويلة بديناميكية هوائية عالية تؤدي إلى الاقتصاد في استهلاك الوقود.

شركة مان للشاحنات والحافلات في الألفية الجديدة
استهلت شركة مان للشاحنات والحافلات الألفية الجديدة بابتكارات جديدة. ففي العام 2000 تم اعتماد جيل جديد من تكنولوجيا الشاحنات من النوع أ يطلق عليها "TGA"، (Trucknology Generation Type A)، لترسي معايير جديدة متعلقة بالراحة وبيئة العمل الداخلية، فضلاً عن التكنولوجيات الجديدة على غرار نظام مان الإكتروني لنقل السرعات بدون استخدام القابض "MAN TipMatic" للنقل الأمثل للسرعات. ونجحت الشركة في تعزيز مكانتها في فئة حافلات السفر الفاخرة بعد أن استحوذت الشركة على علامة نيوبلان التجارية في العام 2001.

وكان تقديم محركات "D20" بتقنية الحقن بنظام صمام الضخ الموحد في العام 2004 معلماً بارزاً في تكنولوجيا المحركات. وقد كانت شركة مان للشاحنات والحافلات أول مُصنع للمركبات التجارية يحول جميع محركاته إلى الأسلوب الاقتصادي والصديق للبيئة للحقن، والذي يتم التحكم به إلكترونياً. كما قامت الشركة أيضاً بتحديث سلسلتها من الشاحنات الخفيفة والمتوسطة عن طريق تقديم شاحنتي مان TGL ومان TGM في العام 2005. وتوافقت مع فئة يورو 4، المعيار القياسي لانبعاثات غاز العادم في ذلك الوقت، وذلك من خلال الجمع بين خاصية إعادة تدوير غازات العادم ومرشحات الجسيمات دون أي أجزاء إضافية تماما مثل سائل عادم محركات الديزل "AdBlue". وبعد ذلك بعامين، تم عرض طرازين لخلافة TGA في سلسلة الشاحنات الثقيلة: تم تصميم شاحنة مان TGX للنقل لمسافات طويلة في حين تم استخدام شاحنة مان TGS للتطبيقات التي تتطلب قوة السحب القصوى وحركة التوزيع الثقيلة. وتلقت شركة مان للشاحنات والحافلات جائزة "شاحنة العام" للمرة السابعة لكلا الطرازين، والذي يعد رقماً قياسياً في هذا القطاع.

وفي العام 2010، بدأت الشركة بإنتاج حافلة مان "ليونز سيتي" التي تعمل في المدينة بنظام دفع هجين، وتحقق اقتصاداً في استهلاك الوقود تصل نسبته إلى 30 في المئة نتيجة لاعتمادها على نظام الدفع الهجين المبتكر. وسرعان ما لاقى هذا الطراز نجاحاً كبيراً وحصل على جائزة "ÖkoGlobe" في العام 2011 وجائزة "الحافلة الخضراء" في العام 2012 لمفهومها الذي يقوم على الاستدامة.

أهلاً بالمستقبل مع شركة مان للشاحنات والحافلات
لطالما كان تطوير المركبات الصديقة للبيئة والتي تقلل من استنزاف الموارد دائما واحدة من الأهداف الرئيسية لشركة مان للشاحنات والحافلات. وتعد الفئة يورو 6، والتي تشكل أحدث معيار لانبعاثات غازات العادم، التحدي الذي واجهته الشركة ونجحت فيه في العام 2012 مع أحدث جيل من مركبات TG. وتمكنت من استيفاء متطلبات هذه الفئة الصارمة مع أقصى قدر من الكفاءة في استهلاك الوقود. وفي خريف العام 2014، قدمت مان للشاحنات والحافلات الجيل الأحدث من المحرك D38، والذي يمثل محصلة مئة عام من الأعمال التطويرية لمحركات المركبات التجارية. وتنتج هذه المحركات الاقتصادية العاملة على وقود الديزل والمتوافقة مع فئة يورو 6 قوة تصل إلى 640 حصان، وذلك باستخدام شاحن توربيني ثنائي المراحل.

وتمثل الاستدامة وأهداف الشركة والظروف السياسية العامة ومحدودية موارد الوقود الدوافع الحالية لتطوير المنتجات. لذا فإن شركة مان للشاحنات والحافلات تدرس تحقيق المزيد من التطوير لمفاهيم أنظمة الدفع المختلفة والبديلة. سوف تشكل أنظمة الدفع الهجينة للمركبات التجارية جزءا من مفهوم أنظمة الدفع المستقبلية في جميع مجالات التطبيقات. وقد تم بالفعل اعتماد أنظمة الدفع الهجينة العاملة على الديزل والكهرباء كأنظمة قياسية لحافلة المدينة. وكانت الشركة قد قدمت شاحنة مان TGX الهجينة في معرض هانوفر الدولي للمركبات ووسائل النقل 2014. وهي شاحنة تجريبية تعمل بنظام الدفع المحسن "TCO-optimised"، والتي يمكن استخدامها في النقل لمسافات طويلة. كما قدمت شركة مان للشاحنات والحافلات مركبة الأبحاث "متروبوليس"، وهي شاحنة ثقيلة تعمل بالكهرباء بالكامل مع نطاق واسع من الاستخدامات داخل المدينة. وهي حالياً في مرحلة الاختبار.

ويتوفر الغاز الطبيعي المضغوط (CNG) والغاز الحيوي كخيارين بديلين. ويمكن أيضا تشغيل المحركات العاملة على الغاز الطبيعي المضغوط باستخدام الغاز الحيوي الذي يعادل صفر ثاني أكسيد الكربون تقريبا. وتعتبر حافلة مان ليونز سيتي "Lion's City GL CNG" الجديدة العاملة على الغاز الطبيعي والتي فازت بجائزة "حافلة العام 2015" مثال على ذلك. وسوف يتم استكمال مجموعة إنتاجات الشركة من الحافلات العاملة على الغاز الطبيعي بشاحنات مزودة بمحركات تعمل على الغاز الطبيعي في العام 2016.

ويقوم قسم البحوث المستقبلية بتحليل التوجهات العالمية البارزة ويحدد توجهات تطوير أجيال المركبات المستقبلية. ويعمل مطورو شركة مان للشاحنات والحافلات بالفعل على المركبات التي لم تعد في حاجة الى سائق لتشغيلها لأنشطة معينة، على سبيل المثال في المركبات المتواجدة في مواقع البناء على الطرقات السريعة. وسوف تعمل الشركة على استخدام هذه الأفكار وغيرها من الأفكار الجديدة بالكامل لضمان التنمية المستدامة للمركبات التجارية الفائقة الحداثة في المستقبل.



عدد المشاهدات : (4850)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :