نساء يرفضن الغربة وأخريات مع الفكرة


رم - إسراء خليفات

قرار الزواج والانتقال إلى مدينة أخرى أو السفر من أصعب القرارات التي تتخذها الفتاة وأسرتها، فهو قرار مصيري، قد تمتد آثاره إلى المدى البعيد، ويصاحبه دائما القلق والخوف. ولأن الفتاة مرتبطة بأسرتها أكثر من الشاب يصعب أمر الابتعاد عليها أكثر، ولعل هذا ما يدفع بعض الأسر إلى عدم تزويج ابنتهم لعريس يسكن في مدينة أخرى غير مدينتهم، أو أنه يستعد لأن يسافر في بعثة أو مهمة عمل خارج البلاد.

المهم الشخص
تقول سهام احمد والتي مرت بتلك التجربة: «إن موقفي تجاه هذه الواقعة أن لا أرفض أبدا، وابنتي (رنيم) قد تزوجت بمبتعث، وسافرت إلى أستراليا في اليوم الثالث من الزواج، وأمضت سبع سنوات، وعادت قبل شهور بعد حصول زوجها على الدكتوراه، وحصولها على الماجستير والحمد لله.
مضيفة، انه على العكس، سفر الزوجة مع زوجها يتيح لها فرصة الدراسة في الخارج وتطوير حياتها، وتربية أطفالها بشكل أفضل، وكانت تأتي إلينا في المناسبات.
مبينة ان المهم أن يكون العريس مناسبا، ويقدر الحياة الزوجية، ولم أرفض ذهابها أبدا، فهذا مستقبلها ومستقبل زوجها، ويجب ألا أقف في طريقهما.
موضحة انه للأسف بعض الأسر ترفض تزويج ابنتهم من عريس يسكن في غير مدينتهم أو مبتعث.
فيما تخالفها الرأي ميادة جميل، وهي أم لثلاث فتيات، حيث تقول: «مجرد فكرة أن تسكن بناتي بعد زواجهن في مدينة غير التي أسكن فيها، خاصة السنة الأولى لزواجهن، هي بالنسبة لي فكرة مرفوضة، وقد تأخر زواج ابنتي الكبرى لأن كل عريس تقدم لها إما يريد إكمال دراسته خارج الوطن، أو أنه يسكن في مدينة أخرى غير التي نعيش فيها، ولكن في النهاية وجدت العريس المناسب وزوجتها، فأنا لا أريد لابنتي الغربة التي مررت بها عندما زوجني والدي من زوجي الذي يعمل في السعودية.
رفض
فيما يروي نضال اسماعيل معاناته هو وزوجته أثناء خطبتهما لابنهما الذي يعمل خارج البلاد قائلا: «حصل ابننا على الماجستير هنا،ومن بعد ذلك اتته فرصة عمل في الخارج وبعد سنة من عمله حاولنا أن نزوجه حتى نطمئن عليه، وتقدمنا لعدد من الأسر، وكنا نجد الرفض منهم، خاصة عندما يعلمون أنه يرغب بالزواج والسفر مباشرة مع عروسه حتى شقيقتي وأخي رفضا أن يزوجاه لذات السبب، وقالوا لي: لو أنه تزوج وذهب إلى مدينة أخرى قد نوافق، أما السفر والتغرب فلا.

الصبر وقوة التحمل
فيما تقول ابتهال يوسف، معلمة مرحلة ابتدائية: «أي فتاة لا تقبل أن تبتعد عن أسرتها عندما تتزوج، ولكن الظروف هي التي تحكم، وكنت أنا ووالدتي من أشد المعارضين لمثل هذا الزواج، وكم من عريس تقدم لي ولم يكن به عيب إلا أنه يسكن في مدينة أخرى، فكنت أرفض كثيرا في البداية، ولكن والدي جلس معي أنا ووالدتي وحاول أن يفهمنا أن رفضنا ليس له مبرر، ومثل هذا الأمر قد يؤخر من زواجي مستقبلا، وبالفعل بعد أن تأملنا حديثه اقتنعنا بوجهة نظره، وكنت أسكن بالمنطقة الشمالية، وتم تعييني في إحدى المدارس الخاصة، وعندما تقدم زوجي لي كان يعيش في المنطقة الوسطى، فقدمت استقالتي وذهبت معه.
قررت وندمت
وتروي منى سليمان تجربتها قائلة: «تقدم لي أحد أقارب والدي، وكان يستعد للسفر إلى أميركا في دورة بعمله، إلا أن والدتي وشقيقاتي لم يشجعنني على الزواج منه لأنه سيسافر فترة من الزمن، وحاولن إقناعي، إلا أنني أحببت أن آخذ عريسا مميزا وأسافر معه إلى إحدى الدول الأوروبية، فقد كان حلمي أن أزورها، وبالفعل تزوجت، ولكن لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك لي فقد عشت معاناة نفسية كادت أن تقضى علي لأنني ابتعدت عن والدتي وشقيقاتي، وبعد شهرين عندما رأى زوجي حالتي اقترح علي أن يحجز لي للعودة، وفعلا عدت إلى أهلي، ولكن تفاجأت بأنّ أمي هي من نصحتني بألا تطول إقامتي عندهم، وطلبت أن أتحلى بالصبر، وأن أذهب إلى زوجي ولا أغيب عنه كثيرا، وعدت وحاولت التكيف والتأقلم مع هذا الوضع الجديد، وتحملت آلام الغربة، وكانت تجربة صعبة جدا.

الرأي الاجتماعي
الأخصائية الاجتماعية الدكتورة فاطمة الرقاد من جامعة البلقاء التطبيقية تقول: «يرفض الكثير من الأهل تزويج بناتهن من عريس من خارج مدينتهم، أو مبتعث لإحدى الدول لأسباب قد يرونها من وجهة نظرهم أنها مهمة وواقعية، وتختلف الأسباب من أسرة إلى أخرى، فبعضهم يرفض لأن ابنتهم تكون وحيدة، أو الأم لا تريد ابتعاد ابنتها عنها، وغيرها من الأمور، وأعتقد أنه من الظلم رفض بعض الأسر للعريس لهذه الأسباب، فقد يكون رجلا لا يعوض، وقد يندمون لرفضه.
مبينة ان الأهل يرون أحيانا الأمور السلبية دون النظر للإيجابيات .

موضحة ان هنالك عوامل تحول دون موافقة الفتاة على مثل هذا الزواج، وهي: إما عوامل مرتبطة بشخصية الفتاة هل هي تتكيف مع كل الظروف، أم أنها لا تمتلك قدرة على ذلك؟ فبعض الفتيات يفضلن وجود الأهل في نفس المدينة التي يتواجدن فيها بعد زواجهن لأن هذا يخفف الكثير من المسؤوليات عنهن، فعندما تريد الذهاب إلى مكان ما تأتي إلى أسرتها وتضع أطفالها، وعندما تكون متعبة قد تطهو والدتها لها الطعام، وأمور وتفاصيل كثيرة.
أما عندما تكون بمفردها فتجد أن كل المهام والمسؤوليات تقع على عاتقها هي فقط وهنالك أزواج قد يعوضون الفتاة عن أهلها، وبالمقابل هنالك أزواج غير مبالين، ويزيدون من غربة الفتاة ومتاعبها، فكل أمر له إيجابيات وسلبيات، وأنصح الفتاة التي تتزوج مبتعثا أو عريسا يسكن خارج مدينتها بأن تتحلى ببعض الأمور أولها الصبر، كما بإمكانها التكيف مع الحياة الجديدة والغربة، وذلك من خلال إقامة صداقات جديدة مع أسر كثيرة قد تكون ظروفهم مشابهة لظروفها، كذلك التواصل مع أسرتها بشكل يومي وصديقاتها عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي الحديثة، التي تمكنها من رؤيتهن والتحدث معهن بشكل واضح وكأنها معهن.



عدد المشاهدات : (5623)

تعليقات القراء

تقرير ضعيف جدا
خصوصا مع زيادة نسبة العنوسة وارتفاع البطالة الى مستويات قياسية وانتشار الفقر فان فكرة رفض عريس لانه مغترب في امريكا او اوروبا او الخليج لا يصدقها عاقل فالفتيات الان تقبل بكنترول باص من اجل السترة.
07-03-2015 02:29 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :