داعش والاسلاموفوبيا


رم -


عمرسليمان ملكاوي.

تُرى أيُّ صورة يُكونها الغربُ في مُخيلته عن الإسلام والمسلمين بعدَ ما تمَّ نشرهُ من مقاطع فيديو وصور كتوثيق دقيق – عبر وكالات الأنباءِ العالمية وتنشرهُ وتذيعه القنوات الفضائية العالمية جهارا ونهارا , وكان من آخرها فيديو مقتل الأسير الياباني !!
أرى هذا السؤال من أهم الأسئلة التي يجبُ طرحها في هذه الأثناء وتحديداً في خِضم ما تعيشه منطقة الشرق الأوسط كاملةً من تغيراتٍ تعصفُ بأرجائها تحت مسمى " الربيع العربي " .
لا بد أن نعي جيداً أن الغربَ لا يعنيهِ اسم الجماعة الإسلامية كثيراً بقدر ما يعنيهِ ويهّمه سلوكها والمبادئ التي تسعى كل منها الى تطبيقها , لأن الغرب لا يفرق ولا يفصل بين كافة الجماعات الاسلامية لأنها باختصار تمثل له عدة وجوه لعملة واحدة تحمل اسم " الاسلام والمسلمين " وتشير اليهم بالبنان , وبالتالي يقوم المبدأ للعالم الغربي في هذا الجانب على أغلوطة التعميم , والمعتمد على اطلاق صفة – سلبية او ايجابية – على جماعة بشرية كاملة من خلال تصرف احد افرادها !! .
ولا يختلف أبدا كل ذي عقل سوي من المسلمين ليس الغربيين فقط على بشاعة تلك المناظر وفظاعتها وبراءة الانسانية جمعاء منها وليس الاسلام فحسب !!
ولكن مكمن الخطورة هنا أن يتم الصاق صفات ( الارهاب والغدر والقتل وسفك الدماء ,,,الخ ) باعتبار ان تلك الجماعات لا تقوم بهذا الفعل الفظيع من تلقاء نفسها واجتهادها الشخصي , بل هناك ايديولوجيات دينية تسعى تلك الجماعة وغيرها الى تطبيقها على أرض الواقع لأنها كما تدعي تقوم بتطبيق تعاليم الدين الذي تدين به !!
وكنتيجة حتمية لذلك الافتراض فإن داعش ومن خلال ما يعرض عبر وسائل الإعلام لا تمارس هذا السلوك البشع إلا لأنها تقوم بتطبيق تعاليم الاسلام لأنه الدين الذي تدين به وهو الذي دعاها الى ممارسة تلك الافعال في سبيل تطبيق تعالميه ولو اظطرها الامركما جاء في الاسلام الى استخدام العنف والبطش والقوة !!
كل ذلك ألا يساهم في تأكيد وإشاعة مصطلح الاسلاموفوبيا (اشاعة ونشر الخوف من الاسلام والمسلمين ) , والذي بات اليوم ظاهرة عالمية !!
لا تستغرب وقتها أن يعتدى عليك مثلا اذا ما كنت في دولة غربية , أو الهروب منك وعدم التعامل معك عند معرفة كونك فقط من أصول عربية أو اسلامية !!

 *حاصل على درجة الماجستير في الاعلام / جامعة اليرموك , مهتم في جانب الصورة العربية في الذهنية الغربية حيث كان موضوع رسالته في الماجستير يتناول هذا الصدد ,,, 




عدد المشاهدات : (2351)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :