عملية تل أبيب كانت ردًا أوليًا من حزب الله !!


رم - هل هناك علاقة بين العملية المنسوبة لإسرائيل ضدّ عناصر حزب الله والحرس الثوريّ الإيرانيّ في الثامن عشر من الشهر الجاري، وبين العملية الفدائيّة التي نفذّها الشاب الفلسطينيّ حمزة محمد حسن متروك (23 عامًا)، وهو من سكان مخيم طولكرم المجاور لمدينة طولكرم في مدينة تل أبيب، والتي أسفرت عن جرح 11 إسرائيليًا؟ برأي المحلل العسكريّ في موقع (ISRAEL DEFENSE)، الجواب على السؤال نعم.
إيران وحزب الله انتقمتا بشكلٍ أوّلي في تل أبيب دون أنْ يتركوا أيّ بصمات تقود إليهما، أيْ أنّ الشاب الفلسطينيّ متروك، خرج لتنفيذ العملية انتقامًا لمقتل الإيرانيين وعناصر حزب الله، علمًا أنّ المخابرات الإسرائيليّة تزعم أنّ لحزب الله توجد خلايا نائمة في فلسطين، بما في ذلك داخل ما يُطلق عليه الخط الأخضر.
وأردف المحلل قائلاً إنّه ليس مُحبّذًا القول عن الخصم بأنّه ذكيًا، وبأنّه يعرف أصول اللعبة ويُجيدها أكثر من إسرائيل، ولكنّه أضاف، أنّ هذا هو الواقع الذي تعيشه إسرائيل مع حزب الله، الذي يقف على رأسه الشيخ حسن نصر الله، وهو، برأي المُحلل الإسرائيليّ، القائد العسكريّ الأفضل والأقوى الذي نشأ في الشرق الأوسط في العقود الأخيرة، على حدّ تعبيره.
وتابع المُحلل قائلاً إنّ السؤال المطروح، والذي ما زال بدون إجابة، إذا قامت إسرائيل فعلاً بتنفيذ العملية، لماذا أقدمت على هذه المخاطرة التي قد تؤدّي إلى اندلاع مواجهة جديدة بينها وبين حزب الله، لافتًا إلى أنّ تصريح الجنرال في الاحتياط، يوآف غالانط، بأنّ العملية تمّ توظيفها لأغراض انتخابيّة ليست صحيحة بالمرّة، موضحًا أنّ الجنرال الإيرانيّ الذي قُتل في العملية لم يكن يعمل في تطوير الأسلحة النوويّة على الأراضي السوريّة. أمّا فيما يتعلّق بردّ حزب الله، فقال المُحلل الإسرائيليّ، إنّ نصر لا يقدر على عدم الرد، لأنّ التنظيم الإرهابيّ لا يتحمّل قائدًا ضعيفًا.
وبرأيه، هناك العديد من الطرق لدى نصر الله للردّ الانتقاميّ، من ضرب منشآت حيويّة في إسرائيل إلى استهداف جنود وضباط في الجيش، وحتى توجيه ضربات ضدّ مؤسسات ومصالح إسرائيليّة ويهوديّة في العالم، ولكنّ نصر الله، بحكمة وبحنكة، اختار ردًا غير متوقّع: قام بإرسال الشاب الفلسطينيّ لتنفيذ العملية في تل أبيب، عوضًا عن فتح مواجهة جديدة مع إسرائيل. ولفت إلى أنّ حجم الخوف والردع الذي أنتجته هذه العملية لدى الجمهور الإسرائيليّ كان أكثر بكثير من أيّ صاروخ قد يُطلقه حزب الله باتجاه حيفا، أوْ وضع عبوة ناسفة تحت إحدى الدبابات الإسرائيليّة، قال المُحلل.
علاوة على ذلك، أضاف المُحلل، أنّ نصر الله حافظ على السريّة وبقيت العملية مجهولة، لافتًا إلى أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، سوقّ للإسرائيليين بأنّ عملية تل أبيب هي عملية فرديّة وبالصدفة، معتبرًا، أيْ نتنياهو، أنّ الشاب المنفذ قام بالعملية نتيجة التحريض الذي يقوم به رئيس السلطة الفلسطينيّة، محمود عبّاس، ولم تُسمع من أيّ مسؤول إسرائيليّ، أمنيّ أوْ سياسيّ، كلمة حزب الله.
ورأى المحلل أنّ الضرر الذي ألحقته عملية تل أبيب من الناحية النفسيّة والجسديّة يؤكّد على أنّ الحديث يدور عن عملية ناجعة وقليلة التكلفة، وبموازاة ذلك، فإنّ نصر الله لم يدفع الثمن، لا من الناحية العسكريّة ولا من الناحية الدبلوماسيّة، على حدّ تعبيره.
وأكّد على أنّ إسرائيل لن تتهّم حزب اله أو لبنان بالمسؤولية عن العملية، إذ أنّه هناك اتفاقًا غير مكتوب بين الأطراف بموجبه يقوم نتنياهو باتهام عبّاس، إذ أنّه من وجهة نظر نصر الله يعود مرّة أخرى إلى لعبة الفأر والقط مع الجيش الإسرائيليّ. وبحسبه، فإنّ عدم قيام إيران وحزب الله بمواجهة إسرائيل عسكريًا نابعة من أنّها لا تهمهم في هذه الفترة، إذْ أنّهم يعملون على السيطرة على سوريّة، العراق، لبنان واليمن، وبعد سيطرة إيران على الشرق الأوسط، أضاف المُحلل، تصبح إسرائيل لقمة سائغة لدى الإيرانيين، وبالتالي، تابع المُحلل، فإنّ عملية تل أبيب هي بمثابة خطوة لامعة في لعبة الشطرنج، قام بها حزب الله.
وانتقد المُحلل بشدّةٍ بالغةٍ الردّ الإسرائيليّ على عملية تل أبيب، لافتًا إلى أنّ المعادلة يجب أنْ تكون عملية ضدّ إسرائيل، تجرّ ردًا إسرائيليًا بتصفية قائد إيرانيّ أوْ من حزب الله أوْ من حماس. وخلُص إلى القول إنّه إذا كانت عملية القنيطرة إسرائيليّة فهي تدخل في إطار الدفاع عن النفس من قبل دولة ترغب في الحياة، ولكنّ عدم الردّ الإسرائيليّ على عملية تل أبيب كان بمثابة ردّ فعل إسرائيليّ وكأنّ إسرائيل معنية بهذا الردّ المحدود من قبل إيران وحزب الله، على حدّ تعبيره.



عدد المشاهدات : (5260)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :