أيها الآباء والأمهات .. انتبهوا !


رم - سميح المعايطة


استمعت وجمع كريم إلى إيجاز من مدير إدارة البحث الجنائي العقيد حسين العبادي حول الجرائم الإلكترونية، وهو باب واسع يشمل قطاعات المصارف والإحتيال ومجالات عديدة، لكن استوقفني الجانب المتعلق بالقضايا الأخلاقية وعمليات الإساءة وربما التحرش والإبتزاز التي تتعرض له فئات من بناتنا وأخواتنا من خلال مجالات التواصل عبر الإنترنت وغالباً عبر ما يسمى وسائل التواصل الإجتماعي.
والأصل أن الغاية من هذه التكنولوجيا هو فتح الأبواب نحو العلم والمعرفة وتسهيل الحياة، لكن البعض يدخل إليها عبر أسماء وهمية تحول الشاب إلى فتاة أو العكس، فأنت لا تدري مع من تتواصل وما هو عمره أو جنسه أو جنسيته أو غايته، ولهذا تقع بعض الفتيات في مطبات ومشكلات تجعلها فريسة للإبتزاز من قبل البعض.
أساليب الإحتيال والإيقاع بالفتيات كثيرة _ كما سمعنا _ من الجهات الأمنية وحتى عمادات شؤون الطلبة في الجامعات التي تتلقى الشكاوى من المتضررات، لكن المحصلة أن فتاة قد تمارس تواصلاً عادياً عبر الفيس بوك مثلاً مع اسم لا تعرف من هو، لتجد بعد حين أن هذا الشخص يرسل لها صورة مركبة عليها وجهها وجسد آخر في أوضاع لا أخلاقية، وكما سمعت فهناك من وقعن تحت الإبتزاز ودفعن مبالغ مالية للمبتزين رغم أنهن لم يرتكبن أي جرم أو خطأ، لكنه خوف من الفضيحة ونشر للصور، وهذا قد يجعل كل أسرة تخاف من فضيحة تمس سمعتها، وإلى حين إقناع الناس أن الصور غير حقيقية تكون الأمور قد فاتت والسمعة قد تلوثت، وربما نتج عن الأمر جريمة قتل أو إنتحار.
ليس هذا هو المثال الوحيد، فأشكال الإساءة للأعراض واستدراج الفتيات إلى علاقات غير سوية، أو ممارسة التحرش كثيرة، وهناك حكايات معلومة أو غير معلومة، مما يجعل الأمر يحتاج إلى حرص وتعامل واع من الفتيات والعائلات.
ليس ممكنا أن تقف الأم أو الأب على شاشات الكمبيوترات أو أجهزة الخلوي، لكن هناك وعي نحتاجه جميعاً، والفتاة هي من تقع في الفخ وتدفع الثمن من سمعتها وصورتها، إضافة إلى ما ستلحقه بأهلها من فضيحة وسوء سمعة.
لا نتحدث عن خيال ولدى الجهات المعنية عشرات ومئات الحكايات التي وقعت فيها فتيات وعائلات ضحية الإستغلال الرديء لهذه التكنولوجيا، واليوم لم تعد الفتاة بحاجة إلى أن تخرج للسوق حتى تتعرض للتحرش والإساءة، فالأمر يأتيها بصمت وداخل بيتها وربما وهي تجلس إلى جانب والدتها.
ليس المطلوب أن نهجر التكنولوجيا، لكن أن نهجر ما يفتح علينا أبواب السوء وبخاصة في الجانب الأخلاقي وما يمس أعراض الناس، وليس من يمارس التحرش أو الإبتزاز وحده هو المسؤول بل من يفتح الأبواب لهؤلاء أن يتمادوا إلى الحدود المسيئة.
القضية ليست حالات فردية بل أكثر من ذلك ولعل دورنا كإعلام أن نقدم للناس كل الحكايات التي تمت بعيداً عن أشخاصها، والسعيد من أتعظ بغيره.



عدد المشاهدات : (2512)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :