قراءة في كتاب "الاستعمار الالكتروني والاعلام" للزميلة الرحباني


رم - قدم الزميل علي فريحات قراءة في كتاب الاستعمار الالكتروني والاعلام للزميلة المذيعة عبير الرحباني حيث اشار ان هذا الكتاب يعتبر إضافة نوعية جديدة للإذاعية والباحثة والمثقفة الزميلة عبير الرحباني في كتابها الجديد الاستعمار الالكتروني والإعلام.
إن الكتاب يعتبر إضافة مهمة لخدمة المكتبة العربية والعاملين في القطاع الإعلامي والصحفي ليكون مرجعية نظرا لما احتواه من معلومات مهمة واعتباره من المؤلفات الجديدة التي تستحق قراءتها والتمعن فيها .
إن موضوع الكتاب يكتسب الكثير من الأهمية ويعطي مؤشرات على الدور الذي مارسه الإعلام وخاصة بعض الفضائيات التي اتخذت دورا محرضا وموجها لدقة الأحداث الاخيرة في العالم العربي وجاء بتوقيت مناسب في ظل الهجمة الإعلامية التي يشهدها العالم العربي من احتكارات الرأسمالية الإعلامية التي تحاول السيطرة الإعلامية لتحرير الأجندات الخاصة والتأثير على أصحاب العقول الضعيفة التي تتمثل بأجهزة التنصت والهاكرز والتجسس الالكتروني والإعلام الدولي المتمثل بالفضائيات والقنوات الموجهة ووكالات الأنباء العالمية المسيطرة.
يتحدث الكتاب عن ضعف الإعلام العربي في جوانب متعددة منها الاستقصاء والتحقيقات والتحليلات الصحفية وهذا مؤشر ايجابي من اجل التنبيه لإعادة صياغة الخطاب الإعلامي العربي البديل من خلال إعادة صناعته من خبراء الإعلام للتصدي لشن الهجمات مضادة لمواجهة الإعلام الغربي بمشاركة قوى وطنية تدرك بعمق طبيعة المرحلة التاريخية التي نمر بها للنهوض الحضاري التي ستلزم هذه المرحلة فهو الذي يغزو الشعوب وسلاح فتاك اجر علية الإعلام الرأسمالي الغربي .
وأعجبني كثيرا ما تحدثت به الزميلة خلال إشهار كتابها عن الأسباب الموجبة لاختيار عنوان الكتاب لأنها فعلا أسباب حقيقية تستوجب تسليط الضوء عليها لان الاعلام له أهميه في العصر الحديث كونه يتمتع بدور محوري في العملية السياسية والتنموية والاقتصادية و الاجتماعية.
ونوهت المؤلفة إلى الجرائم الالكترونية كمواقع الانتحار عبر الانترنت وجرائم زعزعة العقيدة وضربت مثالا الفيلم الأخير المسيء للرسول وعنوانه محمد نبي الإسلام .
ان اختيار لجنة لاشهار الكتاب وتقديم القراءة النقدية تنظيم موفق لانهم يعتبرون من اصحاب الخبرة والكفاءة والدراية في هذا المجال حيث يعتبر الزميل الرواشده من الكفاءات الإعلامية الذي عمل في مجال المهنة الصحفية الإعلامية حيث عمل مديرا عاما لمؤسستين إعلاميتين مهمتين ويعتبر مدرسة إعلامية بالإضافة إلى الزميل الأكاديمي والذي عمل في مجال الإعلام في مجلس النواب الأردني في دائرة الإعلام سابقا وصاحب دار "أسامة للنشر".
واشير الى ما ركزت الزميلة الرحباني خلال القراءة على بعض العناوين المهمة ابرزها ضعف الإعلام العربي أمام الاستقصاء والتحقيقات والتحليلات الصحفية وعجزت عن شن حملات مضادة لمواجهة الإعلام الغربي لمفهوم الإرهاب والإرهابيين .
إن المؤلفة هي من الزملاء الصحفيين المثابرين والمجتهدين الذين نعتز ونفتخر بهم نظرا لأدائها الوظيفي المميز واهتمامها بالبحث العلمي وبالأخص في مجال تخصصها لانها اصبحت صاحبة تجربة تمتاز بالنضج العلمي وألاسلوب البحثي.

ان الباحثة قدمت معلومات ثرية عن خطورة الاستعمار الإعلامي وتداعياته على الأمن الوطني والقومي للدول والشعوب ، كما سلطت الضوء على ظاهرة الاستعمار لالكتروني وربطة بظاهرة العولمة الإعلامية وبالذات الإعلام الجديد والبحث عن البديل المطلوب والذي يقدمه خبراء الإعلام دون إن يوظف لخدمة أصحاب رؤوس الأموال والقوى الاستعمارية الامبريالية الفاحشة محاولة لإرساء مفاهيم التطور التكنولوجي والعولمة والجرائم الالكترونية والإعلام الجديد والنفوذ الصهيوني وصولا إلى الإعلام المعولم وتأثيره على العقول الضعيفة وبينت الصعوبات التي واجهتها في تأليف الكتاب.
سعت المؤلفة إلى التنبيه إلى الاستعمار الجديد الذي يحاول طمس لغتنا العربية وثقافتنا وحضارتنا وقيمنا ومبادئنا وسلوكياتنا .
واشارت الباحثة الى الهجمة الإعلامية التي يشهدها العالم عبر الاحتكارات الرأسمالية الإعلامية التي نظمت صفوفها وما زالت تعمل وفق أجندات خاصة ضد المجتمعات الإنسانية في مجال الإعلام والسيطرة.
ودعت الباحثة الى تجنيد كتاب ومفكرين من ابناء الامة العربية و الوطن للدفاع عن ثقافتهم وهويتهم للتصدي لمثل هذه المؤسسات الإعلامية الكبرى التي تستغل الاعلام لمنافعهم الشخصية .
جاءت مضامين الكتاب معبره للانحياز للقضايا الوطنية كونه يجعل القارئ يقظا أمام محاولات الاختراق الخارجي للقيم والأفكار الوطنية والنضج العلمي حيث قدمت عملا علميا جادا وبحثا أكاديميا حقق الأهداف المطلوبة والمرجوة منه معلومات جديدة وثرية عن خطورة الاستعمار الإعلامي وتداعياته على الأمن الوطني والقومي للشعوب.
يتحدث الكتاب عن الإعلام بشكل عام والعالم العربي بشكل خاص وعن الأردن أكثر خصوصية انحياز صادق للدفاع عن القضايا الوطنية كونه يجعل القارئ يقظا أمام محاولات الاختراق الخارجي للقيم والأفكار الوطنية .
إن الكتاب له اهمية وقيمة توعوية للتحذير من ممارسة الإعلام الذي تمتلكه الشركات الكبرى التي تسيطر على العالم وتتحكم به بسهولة وخاصة بعض الفضائيات التي اتخذت دورا محرضا وحجبها لدقة الأحداث الأخيرة في العالم العربي.
إن عنوان الكتاب يدل على عمق المحتوى الذي تناولته المؤلفة ويشكل حافزا لأخذ التوصيات والعبر والاتكاء عليها في الدراسات.
إن الكتاب يعتبر إضافة مهمة للمكتبة العربية حيث احتوى على العديد من المعلومات المهمة لذلك من المهم الاستفادة من هذا الكتاب الذي تضمن عناوين الاستعمار الالكتروني والفضائي والاعلام الجديد وأهمية الإعلام في العصر الحديث وضعف الإعلام العربي و ظاهرة العولمة الإعلامية .
ان التطورات التي يشهدها العالم اثبتت كيف ان الاعلام يعتبر عنصرا اساسيا في الصراعات الدائرة ان بعض الاحداث والتجارب التي كان للصحفيين دورا كبيرا فيها.
الباحثة واجهت صعوبات في الحصول على المعلومات ورغم ذلك استطاعت البحث عن المعلومة ونقلها بكل حرية ومصداقية لان الصحافة رسالة يجب ان تنقل الى الناس بكل موضوعية ودقة

ان الكتاب اسهم في تسليط الضوء على معايير الصحافة المحترفه والبحث العلمي لخدمة الرسالة العلمية في الصحافة والاعلام الحديث .
مازال الاعلام المؤشر الحقيقي والمحرك الاساسي للاحداث في العالم .
واشارت الباحثة الى قصور الاعلام العربي عن تأدية واجبه وفق رؤية استراتيجية للاعلام العربي المشترك.
كما تناول الكتاب مظاهر العولمة وانعكاساتها السياسية والثقافية والاقتصادية واستخدام وسائل الاتصال الحديثة والمتطورة وتعتمد بعض القنوات الاجنبية في التركيز على تناول الموضوعات لاغراض الرعاية الداخلية والخارجية وشن حملة مكرسة لتشوية صورة العرب والمسلمين وترسيخ الكراهية والعنصرية .
ركز الكتاب على التحدي الذي فرضته هيمنة المجموعات الاعلامية العالمية الكبرى ونفوذها وسيطرتها على مسار الاعلام والمعلومات في العالم مما جعل الدول المتقدمة تستمر في احتكار تكنولوجيا الاتصال الحديثة وتحقق من خلالها مصالحها في الاختراق الاعلامي والترويج لمظاهر العولمة وما تحمله من اهداف سياسية وثقافية واجتماعية وهذا ما تسعى اليه الولايات المتحدة الامريكية من خلال سيطرتها على معظم قنوات البث الفضائي المباشر ووسائل اعلام العولمة لتبشر مظاهر وتوجهات العولمة في مقابل ضعف البث الفضائي العربي على مواجهة مثل هذه التحديات .

كما اشار الكتاب الى تطور التكنولوجيا الاتصال وثورة المعلومات وانعكاساتها على عولمة الاعلام وما لهذه الوسائط من دور كبير في عملية توجيه المتلقي بما يتماشى وينسجم مع الاطار الفكري لصانعي ومنتجي وسائل الاتصال الحديثة وانعكاساتها على البث الفضائي من خلال اقمار الاتصال.
ومن هنا نقول انه يتوجب علينا جميعا ان نتصدى للاعلام الذي يحاول تحقيق مصالحه على حساب مصالحنا في ظل ضعف الاعلام العربي الذي يعتبر إعلام مفكك غير قادر على خدمة القضايا العربية وغير ذلك ستبقى الطريق ممهدة لانتصار المشاريع البديلة عبر تفكيك مفهوم الامة واعادة هيكلة الوطن العربي بما يتناسب مع تصورات الغرب ومخططاتهم ومن هنا فان العولمة الاعلامية لا تستهدف قطرا عربيا واحدا بل مجموع الامة لذا فان معركة الوجود الواحد تستدعي الاحساس بالمصير الواحد وتدفعنا للتكتل في مواجهة العولمة من منطلق العقلانية والاستنارة مع مجموع المعطيات التراثية لشعبنا العربي في مواجهة تلك الظاهرة ومحاربة ظاهرة العولمة الاعلامية التي تستهدف امننا القومي ونهب ثروات العرب الباطنية الاستفادة من استراتيجية الوطن العربي بين قارات الارض مما يسهل اخبار الهيمنة على العالم المطلوب الحد من نزيف المعلومات التي توجه الى عالمنا العربي والتي فيها تشويه كبير لصورتنا.



عدد المشاهدات : (1351)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :