فئران الديمقراطية


رم - أحمد حسن الزعبي


برغم العراقة التي تلتصق على الجدران حتى بدت وكأنها البنت البكر للتاريخ ..برغم الدهشة التي ترش على الوجوه المارة من أمام قصر ويستمنستر وما أنتجه عبر قرون من قرارات وحروب واتفاقيات وضجيج ومصالح وتفوق وتراجع ، البرلمان البريطاني هذا الصرح الكبير بين ديمقراطيات العالم و الذي تأسس قبل 790 سنة.. متنفساً من رئتين ديمقراطيتين المجلس الأعلى «مجلس اللوردات» والمجلس السفلي «مجلس العموم»...يتنازل عن كل هذه الهالة التاريخية والآلة الاستعمارية والقوى العسكرية التي كانت تتحرك بقرار «تصويت» منه .. ويرفع الراية البيضاء لفيالق «الفئران» التي احتلت أروقته..
يعاني هذه الأيام «برلمان المملكة المتحدة» من هجوم كاسح للفئران التي احتلت زواياه وردهاته وانتشرت بشكل كبير جداً، الأمر الذى دعا بعض البرلمانيين للتفكير جدياً باستقدام وحدة قطط «مجوقلة» للتصدي لهذا الاحتلال المفاجىء...وقد سيطر النقاش بين بعض النواب في جلساتهم حول نفس الموضوع فقد اقترحت النائب: آن ماكينتوش الاستعانة بقطط من ملجأ قريب «مرتزقة» للحد من انتشار الفئران «البلدية» التي تحتل المكان وتعطل القرارات وتعرقل العمل الديمقراطي... بينما اقترح جون تورسو نائب في مجلس العموم: الاستعانة بأعداد كبيرة من الهررة نظراً لاتساع مساحة البرلمان... ولا يستبعد آخرون ان يتم صرف مخصصات للقوى الداخلية الرادعة الجديدة توضع كبند جديد في ميزانية البرلمان مع شهادات رواتب.. الأسم: قط..العمر:3 سنوات... الراتب:500 جنيه استرليني...المهنة: امن وحماية!!..

يااااااه... الزمن دولاب...بريطانيا التي بسطت نفوذها على 37 مليون متر مربع في العالم واحتلت اكثر من 80 دولة في العالم ، عاجزة ان تبسط نفوذها على مبنى «برلمانها»..

أرى ان اختيار «ألفئران» لمبنى البرلمان الانجليزي دون مباني الحكومة الأخرى.. لم يكن مصادفة...فالسياسة برمتها تشبه «لعبة القط والفأر»..كر وفرّ متفق عليه...لا هزيمة كاملة ولا انتصار كاسح!.



عدد المشاهدات : (2217)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :