رم -
عبدالهادي راجي المجالي


في كل مرة اذهب للطواريء من أجل علاج الإنفلونزا يسألني الطبيب قبل إجراء الفحص عدة أسئلة وهي :- في سعله ؟ ..بتحس حلقك خشن , صدرك بجرش في الليل , مفاصلك بوجعوك ....
أنا أجيب بنعم على كل الاسئلة , وصرت أحفظ العلاج , إبرة ديكسا مع فولتارين ثم وصفة طبية تحتوي على (بنادول ) , ( مضاد حيوي) , (بخاخ للأنف) وحتى لو أجبت بلا فسيعطيك نفس الأدوية.
... في السرير المجاور سيدة حامل , ومصابة بإنفلونزا أيضا وجميع أفراد العائلة بما فيهم خالتها تهاني قد تداعوا لمؤازرتها مع أول إنفلونزا في أول حمل , وللعلم الشقيق الأصغرموجود بالطبع وهو (حمش ) قليلا فوظيفته تكمن في إغلاق الستارة جيدا كي لايرى المرضى , جسد الشقيقة المريضة والملقى على السرير ...
وفي السرير الأيسر , رجل مليء ولشدة تكرشه لايظهر له رقبة قادم من أمريكا لزيارة والدته , ويحكي للطبيب بإسهاب عن حالته , ومن ضمن ما عرفته أنه كان يتناول (صينية لحمه ), وأثناء قيامه بمضغ قطعة كبيرة , نسي إخراج العظمة منها فعلقت في حلقه , للعلم كان يوصف حالته بحسرة وقلق ويقول :- (أنا حاسها مدئره هون دكتور....مدئرة مش راضيه تطلع ) ...
في الممر كانت عطوفة الوالدة تبث للعائلة أخبار إبنها ومن ضمن ما سمعته حديثها مع شقيق المريض (الإبن الاصغر) , كانت تخبره الحالة بالتفصيل وتقول :- (حبيب ألبي ما لحق يزرط اللئمه ولا هو بصرخ ..دئرت العظمه بحلقوا) ...
على السرير الأيمن كانت السيده الحامل , تتجادل مع زوجها حول الإبرة , وكانت تقول له :- (أنا ما بتحمل الإبرة ..خليه يعطيني أي شي تاني) والزوج كان مقاتلا شرسا ومصرا على الإنتقام , كان يقول لها :- (حبيبتي أرجوك مشاني بدك تتحملي)..
في هذه اللحظة جائني هاتف من (أم العيال) قلت في داخلي أنا أيضا سأحظى بحالة مواساة وسؤال عن صحتي ولكن نص المكالمة كان غير ذلك هي كلمة واحده فقط وردت :- (جيب معاك خبز...) ...
أخيرا جاء دوري وتلقيت الإبرة على عجل ..وكان بودي أن أمر على الرجل الذي (دئرت العظمه بحلئوا) على كل حال سلامتك ....

عدد المشاهدات : (2468)