لكن مع غياب هذا المصدر فلا تراهن على الناس
بقلم أمين زيادات :
بعيداً عن السياسة وبعيداً عن الاقتصاد وبعيدا عن هموم الوطن المهمة سأكتب اليوم عن همٍ كبيرٍ بدأ يغزو مجتمعاتنا العربية ألا وهو هم الإشاعات.
لا أريد أن أتكلم عن الوطن العربي بالعموم وما يعاني من اشاعاتٍ كاذبة ، ولكن سأتكلم عن الأردن. في البداية لا بد أن اعرف كلمة إشاعة حتى نعرف ما نبحث به ، تعرف الإشاعة بأنها خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع ويتناولها الناس ظناً منهم أنه صحيح، ودائماً تكون هذه الاخبار شيقة ومثيرة لفضول المجتمع، وتفتقر هذه الاشاعات بالعادة إلى مصدر موثوق.
ولكن هناك أهداف لبث الإشاعات تتنوع هذه الاهداف تماشياً مع مبتغيات مثيرها .فمنها هدفها ربحي ومادي كما في بعض وسائل الإعلام الحديثة، ومنها سياسي، والبعض هدفه هو اللعب واللهو، ومنها أيضاً ما يصنعه المجتمع نفسه وذلك بكثرة حديثه ببعض الأمور والسؤال عنها وبعدها تتحول إلى إشاعة خلقها المجتمع.
ما دعاني للكتابة بهذا الموضوع القديم الجديد هو ما حدث أخيراً في فندق هوليدي إن البحر الميت، فقد تناولت وسائل الاعلام المختلفة وخصوصاً بعض المواقع الاخبارية وبعض صفحات التواصل الإجتماعي الخبر منذ بداية الحدث، بعضها قالت لابد أن يغلق هذا الفندق لأنه متسخ وغير نظيف، ومنهم من أعطى نتائج فحوصات بقايا الطعام من اليوم الأول، ومنهم من خرج علينا بمنشورات مسيئة للفندق إحداها كان ( فندق الهوليدي إن .. ماكل – شارب – ميت ) ومنهم من اتهم الفندق بأن جميع مرافقه غير نظيفة وليس المطبخ فقط .
هنا دعوني أحلل هذه الشائعات بالطريقة التي ذكرتها سابقاً من حيث أهداف هذه الاشاعات، بعض المواقع الإخبارية وبعض صفحات التواصل الاجتماعي كان هدفها ربحي ومادي، أقصد زيادة أعداد القراء لهذه الوسائل وبالتالي تتحول هذه الزيادة إلى مال من خلال الإعلان وجوجل. والهدف الثاني عند البعض هو اللهو واللعب كما حدث ببعض التعليقات والكتابات الغير مسؤولة، كذلك الهدف السياسي متوفر أيضا فقد استغلت بعض الجهات التي تترصد لهذا الوطن هذه الحادثة وبدأت بالترويج أن هذا البلد " هالك " .
بعض من كتب نقل عن غيره وزاد عليه وهكذا بدأت عملية إنطلاق الإشاعة، البعض من الّذين اتهموا الفندق بعدم النظافة لم يدخلوا الفندق بحياتهم، لأن الذين ارتادوا الفندق يعرفون أنه من أنظف فنادق البحر الميت. والبعض حلل العينات وأظهر نتائج الفحوصات المخبرية وهو جالس خلف جهاز الكمبيوتر وقبل مؤسسة الغذاء والدواء ولم تنته هذه الحادثة إلا وبدأ البعض يتحدث عن حالة تسمم أخرى بفندق آخر بالبحر الميت، حيث وجد البعض بهذه الإشاعات متنفسا له للظهور الإعلامي، وبدأت تطل علينا أسماء لبعض المواقع الاخبارية لم نسمع بها أبدا.
المشكلة أن بعض الأشخاص المتعلمين والمثقفين يشاركون الخبر على صفحاتهم دون التأكد من صحته وبالتالي يساهمون بنشر الاشاعة ونشر الموقع. طبعا الفندق الآخر كانت الحادثة لسيدة راجعت المستشفى ولكن بحالة تلبك معدة وليس تسمم، وما لبثنا أن ننتهي من هذه الإشاعات إلا وخرجت علينا إشاعة أخرى بأن هناك حالة تسمم بمطعم " الماكدونالدز" ، علما بأن هذه الاشاعة ليست صحيحة من الاصل ولها نفس الأهداف السابقة وغيرها من الاشاعات .
أقول ارحموا هذا البلد من الكذب والاشاعات فالفنادق في الاردن من أفضل فنادق المنطقة، نظافةً في المكان والطعام ، والمطاعم كذلك ، وإن كان هناك إهمال أو قلة نظافة فهناك جهات صحية تسهر على مراقبة هذه المنشآت، وإن حدث حالة تسمم أو شكوى فهي فردية ولا تعمم و لا تعيب الأردن بل قضية يحاسب عليها الفندق أو المطعم أو الشخص المسؤول عن تلك الحادثة من إهمال و لا يحاسب على سنوات من العمل والجهد والبناء لهذه المنشأة وذلك إذا أثبتت الجهات المعنية بأن هناك اهمال.
من هذا المنطلق أدعو فندق الهوليدي إن، وكل مؤسسة أو مطعم لحق بهم الأذى المعنوي او المادي أن يلجأ للقضاء حتى يعاقب كل من أساء لهذه الاستثمارات التي يعمل بها مئات الاردنيين وتعيل آلاف الأسر الاردنية، حتى يكونوا عبرةً لغيرهم في الأيام القادمة، كما أدعو أبناء الوطن بعدم أخذ أي خبر غير موثوق المصدر على صفحاتهم.
حمى الله هذا الوطن من إشاعات العابثين
لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
|
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |
اليس من حق الانسان ان ينعم بالامن والامان واحترام انسانيته
خاصة في حال قيام الواطن بدفع وتقديم كل ما هو مطلوب منه للحصول على خدمة وسلعة على الاقل ترقى الى مستوى الاستهلاك البشري
اتمنى ان يتم تطبيق الحكم الاسلامي على المتسبب في قتل اسرة السيد العويوي وكلنا فداء للحق
والله فوق الظالمين ، وحسبي الله ونعم الوكيل