إلى «فوزيه»


رم - عبد الهادي راجي المجالي

العزيزه فوزية ...تحية طيبة وبعد :-
هل تذكرين كلامي ( أم الفوز) قبل سنوات , حين نصحتك بالإبتعاد عن حلم إسمه الربيع العربي ... تذكري ذلك جيدا , أنا أتفق معك في أن الربيع العربي أعطى فرصة لأنصاف الشعراء بأن يكونوا شعراء ويكتبوا قصائد عن دوار الداخلية ...أنا معك ..الربيع العربي أعطى فرصة لك شخصيا , كي تقومي بالإنتقال ...من مرحلة اليأس والفشل المتكرر بتجاوز التوجيهي , كونك حققت أعلى نسبة رسوب في المملكه تجاوزت السبع مرات ...وانتقلت لمرحلة أصبحت فيها ( حراكية) تشاركين في المسيرات ولك صفحة على الفيس بوك تهاجمين فيها حكومة النسور ..وبالرغم من فداحة الكتابة , والأخطاء النحوية الهائلة ....إلا أنه أصبح لك رأي وموقف .
عزيزتي أم الفوز ...
الربيع العربي هو مجرد ريح هبت , ولكن اليمن لم يعد (يمنين) صار يمن شمالي وجنوبي ويمن حوثي .... ولا نعرف ماالذي ستخبئه الأيام القادمة , وليبيا إنتقلت من حكم دكتاتور واحد إلى ألف دكتاتور ...وانتهت الدولة لم يعد هناك دولة ...وسوريا يا (أم الفوز) ..والتي كنا نزورها كل خميس ونكسدر في الحميدية ونأكل (البوظه) من عند (بكداش) اصبحت تنتج الدم والقتل والذبح ..وكل يوم يولد فيها تنظيم جديد ...بعضهم يؤمن بقطع الرأس وبعضهم يؤمن بالذبح الحلال ..وبعضهم بالإبادة تخيلي يا أم الفوز؟ ...سوريا الوطن الذي أنتج الماغوط وحنا مينا ..ودريد لحام وكاسك يا وطن ...صار ينتج دراما أيضا في فنون الذبح والإرهاب ...
والعراق ...الذي كنا نظن أنه واحة القومية العربية , ووطن التائهين ...والعشاق صار جنوبه شيعيا وشماله داعش , ووسطه ملتبس الهوية ..وإيران حاضرة هناك وأمريكا لها بصمة في كل شيء , والمليشيات تكتب جزءا من تاريخه وغدا السياب ونازك الملائكة ...وفؤاد سالم , مجرد ذكريات لمبدعين عبروا ...
هل ما زلت تؤمنين بالربيع يا فوزيه ؟
أنا اعرف أنه كان فرصة لبعض الفاشلين في أن يجدوا أنفسهم , وكان فرصة لشباب امنوا حقيقة بالحرية والمستقبل في أن ينتجوا صورة جديدة لأوطانهم ولكن الإرهاب والفشل إختطف الربيع العربي , واختطف أحلام الشباب الذين صدقوا وامنوا بالتغيير والحرية ...
وإنت يا أم الفوز ...مثلك مثل غيرك , مجرد بنت محدودة القدرات ..تعمل في مؤسسة خدمات كمأمورة مقسم وكان طموحك لا يتعدى النجاح في التوجيهي ..ولكن رسبت (سبع) مرات ....كيف ستصلحين وطنا يا أم الفوز وأنت فاشلة في إجتياز إمتحان ؟ ....أنت صورة لجزء كبير من الشباب العربي الذي إعتقد أن الربيع العربي سيكون مظلة تغطي الفشل , ولكن الأيام عرت الجميع ....
أم الفوز ...لقد خدعنا بالربيع العربي , الشباب الذين خرجوا مؤمنين بالحرية ..تم توظيفهم لتدمير أوطان , وبعض الفاشلين المليئة ملفاتهم بالجنح ...أنتجوا حركات تقاتل باسم الدين وباسم الحرية , وحرقوا ملفاتهم وماضيهم ...والدول التي كانت تعاني من الإستبداد ومع ذلك يأكل أهلها الخبز ..صارت تعاني من ألف إستبداد ولم تعد تجد الخبز ...
فوزية .....الأردن وطني وأنا احبه , إذا ظلمني أحبه ... وإذا شاح بوجهه عني أحبه ..حتى إذا صفعني أحبه وسأقول له ( يا محلى وجعك) ...الأردن وطني يقولون فيه فساد ..فيه محسوبية ,فيه واسطة ...هل يوجد جسد من دون أمراض ؟ أنا اقبله بكل علاته وبكل حلاوته ...ولكن مشكلتنا أن البعض يرفض الأردن حتى لو كان وطنا فيه عدل ورفاه أكثر من سويسرا .. فسيرفضه ...
على كل حال , الربيع العربي أنتج الدم يا فوزيه , والأردن سيبقى ينتج الورد والحب هو انتصر ..على الأقدار وعلى كل دعاة التخريب ...إنتصر والربيع هزم نعم الربيع هزم ...



عدد المشاهدات : (3033)

تعليقات القراء

اردني..............1
كل يوم بتكبر وتكبر في نظري يا ابن الاجاويد
30-09-2014 02:28 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :