كي لايتدخل الملك مرة أخرى


رم - فهد الخيطان
قوبل قرار الملك برد قانون التقاعد المدني للمرة الثانية بارتياح واسع ما يزال صداه يتردد في الأوساط الشعبية حتى الآن. وأطلق القرار الملكي موجة انتقادات غير مسبوقة بحق النواب والأعيان الذين صوتوا لصالح القانون. لكن ثمة خسائر كبيرة تترتب على هذه الحملة الشعواء ضد المؤسسة التشريعية كنا في غنى عنها.
والسؤال، هل كان بالإمكان تجنب الأزمة قبل أن تبلغ مرحلة يضطر معها الملك لاستخدام صلاحيات في مواجهة قرار للسلطة التشريعية؟
أعتقد أن ذلك كان ممكنا. الحكومة كانت تعلم بموعد الجلسة المشتركة للأعيان والنواب، والديوان الملكي يعلم، وأجهزة الدولة الآخرى تعلم، رؤساء هذه السلطات والإدارات الرسمية يجتمعون بشكل دوري، ويتداولون بأمور كثيرة أقل شأنا في بعض الأحيان من موضوع التقاعد المدني.
خطوط الاتصال بين الحكومة ومجلس الأمة مفتوحة، وطالما أخذ النواب بوجهة نظر الحكومة فيما يخص الأولويات التشريعية، وتوقيت المناقشات تحت القبة، بل أكثر من ذلك،التصويت لصالحها.
يعرف القاصي والداني أن لدى الدولة أغلبية نيابية تستطيع تفعيلها متى شاءت، وقد ظهر ذلك جليا في مناسبات عديدة، كان آخرها التصويت بأغلبية ساحقة لصالح التعديلات الدستورية.
لماذا اختفى نفوذ الدولة وعلى نحو مفاجئ في مجلس الأمة عند مناقشة قانون التقاعد المدني؟
لم نسمع من الحكومة ولا من زعماء مجلس النواب عما حصل في الأيام القليلة التي سبقت الجلسة المشتركة، هل جلسوا معا وناقشوا الموضوع؟ هل اقترح طرف تأجيل الجلسة المشتركة لمزيد من المشاورات؟ كانت هناك اجتماعات عديدة من قبل آخرها اجتماع لأقطاب المجلس مع رئيس الوزراء وعدد من الوزراء، تمخض عن تفاهم حول الصيغ المطروحة لتقاعد النواب. هل كان الديوان الملكي بصورة هذه التفاهمات، وهل أطلع عليها صاحب القرار؟
تقفز كل هذه الأسئلة للسطح، لسبب وجيه؛ فقد بدا لجميع الأطراف وكأنهم فوجئوا بانعقاد الجلسة، وبالصيغة التي تم اعتمادها في قانون التقاعد. وذلك يعني أمرين لا ثالث لهما؛ إما أن تكون خطوط الاتصال بين حلقات القرار في الدولة مشوشة حتى لا نقول مقطوعة، أو أن طرفا أراد لمجلس النواب أن يقع في الشرك، ليتحول إلى شيطان في نظر الشارع الأردني.
من لديه احتمال آخر يفسر ماجرى فليدلنا عليه.
لقد هوت شعبية النواب إلى أدنى مستوى لها، ولو أجري استطلاع رأي اليوم، لسجلت النتائج رقما قياسيا لم يسبق لمجلس نيابي أن بلغه. ما مصلحة الدولة في ذلك؟!
لقد تنبه الملك في وقت مبكر لهذا الوضع الخطير، وبعث بإشارة خلال لقائه شخصيات سياسية ودينية قبل أيام تدل على رغبته القوية بوقف الهجمة الشعبية والإعلامية على مجلس النواب.
لكنْ ثمة مسألتان تستحقان المعالجة الفورية؛ الأولى، الكيفية التي يمكن من خلالها إعادة بناء الثقة بمجلس النواب، بالقدر الذي يمكنه من الصمود لسنتين مقبلتين. والثانية مراجعة آليات التنسيق المشترك بين مؤسسات الدولة، وسد الثغرات، كي لا يكون خيار التدخل الملكي هو الخيار الوحيد المتاح.



عدد المشاهدات : (3524)

تعليقات القراء

رائد
شو بدنانحكي مجلس الامة ولا قصة ..او انا شخصيا بعاني من مشكلة فساد مع الامانة الله يحمي جلالة الملك و يديمو لعامة الشعب في وجه المتنفذين
22-09-2014 10:09 AM
الولاء والانتماء للعرش الهاشمي
مولانا المعظم ابنائك طلبة التوجيهي يستنجدون بوالدهم جلالة الملك المعظم بمكرمه ساميه من مكارم الهاشميين بمنحهم فرصه تكميليه لادخال البسمه والفرحه على بيوت رفقاء الدرب بيوت الاردنيين والعيد بعيدين وكل عام ومولانا جلالة الملك المعظم بالف خير
22-09-2014 08:32 AM
هايل
أول عملية لترميم الثقة المهترئة بين النواب والشعب هو وقوفهم في وجه التوجهات الحكومية في رفع اسعار الطاقة بل وتخفيضها الى الحد المعقول، فلا يصح أن يتحمل الشعب الخسائر و يبلع المالكون الأرباح
21-09-2014 07:58 PM
ابن السلط المخلص لجلالة الملك المعظم
الولاء والانتماء للعرش الهاشمي وبمناسبة عيد الاضحى المبارك نرفع ايات التهنئه والتبريكات لمولانا جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم والعائله الهاشميه وكل عام ومولانا بالف خير
21-09-2014 01:36 PM
نائب سابق عن السلط الحنونه
استاذ فهد هذا مجلس من اول يوم يبحث عن مصالحه فقط والدليل محاربته بقوة لرئيس الحكومه النظيف والقوي والكفوء
21-09-2014 01:22 PM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :