الثوم والبصل بدل ألف دواء!


رم - يتصدّر الثوم والبصل لائحة المنكّهات الطبيعية الأكثر استهلاكاً في المطبخ اللبناني، فنجدهما حاضرين في اليخاني والمشاوي وسَلطات الخضار وحتّى الصلصات! لكن هل فكّرت يوماً في أنّ الفائدة منهما تتخطّى مجرّد الحصول على مذاق ألذّ؟

وفق المعهد الأميركي لأبحاث السرطان، ينتمي البصل والثوم إلى عائلة "Allium" النباتية التي تحتوي مواداً تؤثّر إيجاباً في صحّتك بطرق عدّة. وفي حين أنهما يتميّزان برائحتهما القويّة، إلّا أنّ مركّبات الكبريت (Sulfur) المسؤولة عن هذه النكهات هي المواد ذاتها التي تؤمّن منافع صحّية إذا استهلكتهما بانتظام.

حماية القلب

ولمزيد من التفاصيل عن هذا الموضوع الذي يهمّ شريحة كبيرة من الناس، أوضحت إختصاصية التغذية، مارال تاسلاكيان، لـ"الجمهورية" أنّ "الثوم يحتوي مواداً كيماوية نباتية (Phytochemicals) تُعرف بالـ"Allium Sativum" التي تتحوّل إلى الأليسين (Allicin) المعروفة بقدرتها على تمدّد الأوعية الدموية للسيطرة على معدل ضغط الدم وبالتالي حماية القلب. أمّا عملية الأيض الثانية فتنتج مادة الـ "AMS" التي لا يمكن هضمها، فتدخل مجرى الدم لتصل إلى الرئتين وتُفرَز عن طريق التنفّس، ما يتسبّب برائحة فم كريهة".

وأردفت: "يُعتبر الثوم مصدراً ممتازاً للفيتامين C الذي يمنع تأكسد الكولسترول السيّئ (LDL)، وبالتالي يقي من دمار جدران الأوعية الدموية الذي تُحدثه الجذور الحرّة فيقلّص أمراض القلب والأوعية الدموية. كذلك يحتوي الفيتامين B6 القابل للذوبان والمُخفّض لمستوى الهوموسيستين في الدم الذي قد يؤدي، في حال ارتفاعه، إلى دمار جدران الأوعية الدموية.

إضافة إلى ذلك، يحتوي الثوم معدن السلينيوم المُضاد للأكسدة الذي يساعد على تنظيم هورمونات الغدّة الدرقيّة ودعم الجهاز المناعي الصحّي، ومعدن المنغانيز الذي يرفع معدل الكولسترول الجيّد (HDL) وبالتالي لا غنى عنه لحماية القلب".

محاربة البكتيريا

وتطرّقت مارال إلى أبرز الخصائص التي يتميّز بها الثوم قائلة: "إنه مضاد للإلتهابات والبكتيريا والفيروسات. على سبيل المِثال، إنّ تناول الثوم يساعد على قتل بكتيريا الـ"Candida Albicans" التي تعيش في الفم والمناطق التناسليّة. وفي أحدث الأبحاث التي أجريت على هذا المنكّه الطبيعي، تبيّن أنّه فعّال في معالجة الأشخاص الذين يعانون بكتيريا "Helicobacter Pylori" التي تعيش في المعدة وتؤدي إلى القرحة.

ناهيك عن أنّ الثوم يعزّز امتصاص معدن الحديد الذي لا غنى عنه من أجل نقل الأوكسيجين إلى الدم، ويحتوي طبيعياً مركّبات "الستاتين" التي يُستعان بها على شكل عقاقير لخفض معدل الكولسترول السيّئ".

ولفتت إلى أنّ "دراسة حديثة أجريت في جامعة ولاية واشنطن، بيّنت أنّ الثوم هو 100 مرّة أكثر فاعلية في محاربة البكتيريا المسوؤلة عن الأمراض، مقارنة بالمضادات الحيوية الشعبيّة".

علاج المشكلات الجنسيّة

أمّا عن ميزات البصل، فقالت: "إنه يحتوي الفيتامين C، والفيتامين B9، والمواد الكيماوية النباتية. وفي حين أنّ الثوم يتضمّن الأليسين، إلّا أنّ البصل يحتوي مادة الكيرسيتين المضادة للأكسدة. إنّ المصريين القدامى كانوا يعبدون البصل ويضعونه مع الفراعنة أثناء دفنهم، لاعتباره رمز الحياة الأبدية. كذلك فإنّ اليونانيين القدامى كانوا يستهلكون البصل بكثرة، ويعتقدون أنه يوازن معدّل ضغط الدم.

أمّا في منتصف العمر، فقد اعتمد الأطباء عليه لتسهيل حركة الأمعاء ومعالجة الإمساك وتساقط الشعر وآلام الرأس، ووصفوه للرجال الذين يعانون ضعف الإنتصاب والنساء اللواتي يواجهن مشكلات في الخصوبة".

قواسم مشتركة

وردّاً على سؤالنا عن القواسم المشتركة بين الثوم والبصل، صرّحت: "إنهما يساعدان على محاربة العدوى. ووفق "Phytotherapy Research Journal"، قد يخفّض البصل أعراض التهاب الشعب الهوائية ونزلات البرد، ويحارب البكتيريا السيّئة. كذلك فإنّ الثوم يتحلّى بخصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، وقد يساعد على تقوية الجهاز المناعي وبالتالي خفض احتمال الإصابة بالعدوى.

من جهة أخرى، ووفق المعهد الأميركي لأبحاث السرطان، قد تساعد المركّبات الكيماوية الموجودة في البصل والثوم على إبطاء أو وقف انتشار الخلايا السرطانية في مختلف أجزاء الجسم، كالرئة والقولون والمريء والثدي".

وتابعت حديثها: "لكن هذا ليس كلّ شيء! فالبصل غنيّ بمواد الفلافونويد التي تحمي من أمراض القلب، ناهيك عن أنّه يخفّض خطر جلطات الدم الذي يؤدي إلى نوبات قلبيّة وأشكال أخرى من أمراض القلب. أمّا الثوم فينظّم معدل الضغط ويساعد على ضمان مرونة الشرايين ويقلّل خطر الإصابة بجلطات الدم".

تغلّب على رائحة الفم

كثيرون يتفادون تناول هذه الأطعمة بسبب رائحة الفم القويّة والكريهة التي تصدرها، هل من وسائل يمكن الإعتماد عليها؟ علّقت مارال: "توصّلت الدراسات إلى خيارات عدّة يمكن اللجوء إليها لمواجهة هذه المشكلة، لا تقتصر فقط على استخدام غسول الفم، أبرزها: تناول النعناع، أو البقدونس، أو الهيل (Cardamom)، أو النبيذ الأحمر، أو القرفة، أو الجزر، أو البطاطا المهروسة، أو الحامض، أو العلكة التي تحتوي مادة "الكزيليتول".

كذلك يُحكى أنّ أفضل طريقة للتغلّب على رائحة الفم الكريهة هي شرب حليب بارد قليل أو خالي الدسم. أمّا الطريقة التي قد تُثير الإستغراب، فهي وضع ملعقة مصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ (Stainless Steel) في الفم وتحريكها دائرياً لبعض الوقت، فتتفاعل مع السولفور الموجود في الثوم وبالتالي تُحيّد الرائحة".

أمّا إن كنت تتذمّر من سيلان الدموع أثناء تقشير البصل، فتنصحك مارال بـ"وضعه تحت المياه الجارية وتقطيعه، وبذلك ستتفادى حصول هذا الأمر".

وأشارت إلى أنّ "البعض يعاني الحساسية وبالتالي لا يستطيع هضم البصل أو الثوم، فيواجه أعراضاً معيّنة كالغثيان والتقيؤ والصداع النصفي... لكنّ الخبر الجيّد هو أنّه يُمكن الإفادة من منافع هذه المنكّهات، وإن لم يكُن بالمستوى ذاته الموجود في شكلها الخام، من خلال طبخها لأنّ هذه العملية تُسهّل القدرة على هضمها".

إطالة الحياة

وختاماً أوصت مارال قرّاء "الجمهورية" بـ "تناول الثوم والبصل متى أمكنهم ذلك، بفضل قدرتهما على خفض تجمّع الصفائح الدمويّة، ومستويات الكولسترول والتريغلسريد".

وأكّدت أنّ "هاتين المادتين هما الأقوى على الإطلاق، وتُعتبران من العوامل الرئيسة لإطالة مدّة الحياة لدى الأشخاص الذين يتّبعون حمية البحر الأبيض المتوسط. فبدل اللجوء إلى العقاقير وأدوية "الستاتين" الغنيّة بالكيماويات، إستفيدوا من المنافع الطبيعية للثوم والبصل اللذين يشكّلان صيدلية في حدّ ذاتها".



عدد المشاهدات : (18507)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :