الملك في قمة الناتو


رم - سميح المعايطة

احد عوامل قوة أي دولة قدرتها على الحضور في الملفات والقضايا الكبرى التي تشغل العالم وتقديم مساهمة حقيقية وفاعلة ، وبخاصة اذا كانت هذه المساهمة منسجمة مع قناعات الدولة وفكرها ونهجها السياسي.
والقضية ليست في الضجيج وافتعال الاهمية بل في القدرة على التأثير، والاردن من الدول التي تستطيع ان تقدم للعالم مساهمة حقيقية ونوعية قائمة على الاحتراف والتجربة والرؤية، وهذا ما ينطبق على قضية مكافحة التطرف وتنظيمات التكفير والتفجير التي اصبحت تمارس دورا تجاوز السيارات المفخخة والاحزمة الناسفة الى تفجير المجتمعات ، واداء المهمات والادوار الشيطانية لمصلحة دول او فكر منحرف.
اليوم تعيش المنطقة تناميا سياسيا وعسكريا لبعض تنظيمات التطرف ، وهو خطر يهدد حتى الدول التي حاولت استعمال هذه التنظيمات في « مهمات « في سوريا والعراق وغيرها ، وهذا الخطر امتد الى شيطنة منهجية للعرب السنة في العراق ، وحرب غير اخلاقية على المسيحيين العرب في العراق وغيره ، فضلا عن تعزيز الطائفية بالشراكة مع تنظيمات شيعية متطرفة ، اضافة الى الخطر الذي يؤرق دول اوربية وعربية من عودة فئات من هؤلاء الى الدول التي يحملون جنسياتها ، الاردن دولة تتحدث لغة واحدة ولها موقف معلوم في الحرب على التطرف وتنظيماته، وقد سبق الجميع في امتلاك رؤية واضحة لحظر هذه التنظيمات في الملفين السوري والعراقي وحتى مصر ودول اخرى ، ولديه الاهم ايضا وهي المصداقية في الوقوف ضد التطرف وقبل هذا وبعده كفاءة يعرفها اهل الاختصاص في العالم لدى الاجهزة الامنية الاردنية التي تملك ما يجعلها مرجعا في ادارة هذا الملف ، وهي عنوان دولي من حيث الخبرة والقدرة وامتلاك المعلومة الحقيقية والتحليل الموضوعي.
قمة حلف الناتو هذا العام تحمل على اجندتها ملفات عديدة تهم المنطقة ، ومنها ملف الارهاب والتطرف ، وحضور جلالة الملك ومشاركته تمثل حالة نوعية ليس فقط لأن الاردن جزء من هذه المنطقة بل في وسط نيرانها ، بل ايضا لان الاردن دولة ذات رؤية فكرية وسياسية واضحة في هذا المجال ، والاردن دولة نموذج في توفير الامن والاستقرار لمواطنيها من هذا الخطر ، والاردن دولة مؤثرة في أي تحرك فاعل وحقيقي في هذا الملف ، بحكم الرؤية الفكرية والسياسية والكفاءة والاحتراف لدى اجهزته الامنية ومؤسسته العسكرية.
الملك في قمة الناتو هو الزعيم صاحب المصداقية ، ولديه ما يحرص العالم على الاستماع اليه في الملفات المختلفة ومنها هذا الملف الذي يشغل العالم ، والاردن يحارب التطرف لان هذا جزء من نهج الدولة وفكرها.
وحين يكون الحديث عن محاربة التطرف فان الاردن يتحدث دائما عن حلول حقيقية لملفات عالقة سواء فلسطين ، او الملفين الاكثر حضورا في سوريا والعراق ، فالفوضى بيئة خصبة لنمو وتوسع التطرف ، وهنالك ما يجري ايضا في ليبيا واليمن وتونس.... ، وكلها ساحات متداخلة جغرافيا وسياسيا ، فالحرب على الارهاب يجب ان تكون واعية طويلة الامد وتتجاوز الاجراءات المباشرة.
وجود جلالة الملك في قمة الناتو فرصة لان يسمع العالم تأكيدا لموقف تبناه جلالته بضرورة ايجاد حلول سياسية لمشاكل المنطقة مثل الملف السوري والعراقي ، وقوة الدور والموقف الاردني في الشراكة بين موقف سياسي واضح وقدرة مؤسساته على مواجهة التطرف بمهنية واحتراف.



عدد المشاهدات : (1944)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :