داعش .. التنظيم الغامض والنجاح المستعصي على التفسير.


رم - د صبري ربيحات
داعش ليست دولة خلافة اسلامية كما يحلو للحالمين ان يرونها.. ولا هبة قبائل سنية كما يطيب لدعاة الطائفية على الواجهة السنية ان ينعتوها ..كما انها ليست تجسيد لفكر الجماعة النقشبندية كما يطيب للخبراء المعتمدين من الدوائر الامنيةان يصفوها..وهي اكثر بكثير من حركة يمكن ان يقوم بها جنرالات الجيش العراقي المنحل ولا تتسق مع ايدلوجية الجيش ولا تكتيكاته...حتى وان بدت بعض ملامح الجماعات على الحركة التي اعيت المحللين واستقبلت من قبل النظام العربي بوافر الحيرة والدهشة والذهول ولو ظاهريا.

داعش هي فكرة ابتدعتها الاجهزة المخابراتية في معسكر او حلف مكافحة الارهاب الذي اسسه جورج بوش الابن وتحدثت باسمه وزيرة الخارجية انذاك ومستشارة الامن القومي السابقة على ان هناك حاجة الى شرق اوسط جديد...وان الفوضى الخلاقة ضرورة لاحداث هذا التغيير...لذا فان داعش ظهرت في المنطقة العربية تحت هذا المسمى بعد ان تم تدريب ورعاية وتجهيز قياداتها ...وارسالهم الى مناطق الصراع في سوريا ومن ثم العراق..وتشجيع الحركة المجهزة باموال الدول الداعمة لمعسكر مكافحة الارهاب..وتدريب المقاتلين من قبل اجهزة وفي معسكرات هذه الدول....ومن ثم اطلاقهم تحت عنوان ايدلوجية الخلافة وذلك لتحقيق الاهداف التالية.
بالنسبة للامريكان واليهود والاوروبين تاسيس تنظيم بايدلوجية جديدة توجه الجهاد والاقتتال نحو الداخل بدلا من توجيه اعمالها الارهابية نحو اهداف غربية.

بالنسبة للممولين العرب السنه يشكل فصل وتجزئة مناطق الشيعة او ما اطلق عليه الهﻻل الشيعي هدفا استراتيجيا يفصل ايران وجنوب العراق عن دولة العلويين وشيعة لبنان.

على صعيد اخر اسهمت غطرسة وتجبر المالكي وتهميش واقصاء السنه عن المشاركة السياسية في خلق حاضنة وبيئة داعمة ساعدت الحركة في تحقيق انتصارات على نظام حكم عراقي متهالك...اضافة الى بحث السوريون عن مخلص مهما كانت هويته.

وفوق هذا وذاك نجح الغرب والنظم العربية المتحالفة معهم والمدعومة من قبلهم في اظهار بشاعة التطرف الديني من خلال ممارسات نموذج الدولة الذي قاموا على صناعته في واشنطن وزراعته في الموصل والرقة ويعلمون جيدا غاياته واهدافه ومداه ومدة صلاحيته ومواقيت الاجهاز عليه وانهائه... واظن ان كثير من زعماء امتنا يضحكون في داخلهم ولسان حالهم يقول :اذا اردتم التغيير فإن هذا يشبه الذي ينتظركم..حبونا ومالكوش غيرنا.

واخيرا فإن تجميع هذه الاعداد الكبيرة من هواة البطش والترويع باسم الجهاد يجعل مهمة اجهزة مكافحة الارهاب في غاية اليسر والسهولة...فيمكنهم ذلك من المراقبة والدراسة والتحليل في شروط قريبة من شروط المختبرات مما يحسن نوعية المعرفة ويوفر فرص التحقق من الفرضيات..ويسهل القضاء على التنظيم مستخدمين كل ما توفر لهم من معرفة وخبرات.

اظن اننا امام مناوره تقع تحت عناوين ال war games التي ستخلق للبعض فرص لتسجيل بطولات وهمية....مع ان الواجب الاخلاقي للقيادات ان تطمئن شعوبها...وان تنهي المأساة التي بدأت ربما بمعرفتهم ..او بدونها لكي ترجع الامور كما كانت.



عدد المشاهدات : (2218)

تعليقات القراء

hyt
والله ما معك سالفة
03-09-2014 09:12 AM

أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :