هل تنجح محادثات الدوحة بعد فشلها في القاهرة ؟؟


رم - غزة – عبدالله ابو حشيش

تتجه الانظار نحو الدوحة بعد الاجتماعات المكثفة التى يجريها سمو الامير تميم مع القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس" محمود عباس" ورئيس مكتب حماس السياسى "خالد مشعل والوفد المرافق لهم ، بالوقت الذى لا تزال فيه غزة تتعرض لحرب همجية من قبل الاحتلال لليوم السابع والاربعون دون رد فعل عربى او اقليمى يلجمه ويوقفه عن ارتكاب المجازر.

جولات تفاوضية باءت بالفشل رعتها الشقيقة مصر بهدف التوصل لوقف اطلاق النار بين الطرفين ، لكن الاحتلال تعنت ورفض شروط المقاومة بجانب الورقة المصرية المقدمة ، ويحاول ان يواصل عدوانه على كافة محافظات القطاع اضافة الى الضفة الغربية والقدس .

المحلل والخبير السياسى " راسم عبيدات " أكد ان الحراك في قطر واللقاءات المتعددة للرئيس الفلسطيني،هي محاولات من اجل العودة للمفاوضات من جديد بتوظيف ما حصل في غزة لصالح ذلك،ولكن هذا سيكون محكوم عليه بالفشل،حيث ان المقاومة الان هي من تمسك زمام المبادرة.

واضاف: تصلب نتنياهو وبحثه عن اقامة تحالفات عربية وليس تقديم تنازلات وانهاء الاحتلال، قائلا: بأن زيارة ابو مازن للعاصمة الاردنية ولقاء الملك عبدالله ضمن جولته العربية،هي بمثابة نقل رسائل فلسطينية من خلال الأردن لأمريكا والدول الغربية،بأن عدم ضغطهم على نتنياهو لتقديم تنازلات للسلطة سيضعهم امام بديل جديد،ولربما يدرك ابو مازن بأن ضمان تقوية سلطته هو في إستمرار الموقف السياسي الفلسطيني الموحد ومغادرة نهج المفاوضات الثنائية والرعاية الأمريكية المنفردة لها نحو توسيع دائرة التفاوض والرعاية لها.
و قال : ان ما يجري على أرض غزة،ليس فقط مجابهة بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية فحسب ،فالعدوان له اهداف سياسية،يقف في مقدمتها تصفية المقاومة الفلسطينية، وتدمير البنية التحتية من خلال تدمير ورش العمل ومصانع اقتصادية .

واوضح " عبيدات " فى حديث لـ" رم " ان الهدف الجوهري من العدوان،هو تعميم نموذج الضفة الغربية على غزة،ونزع سلاح المقاومة وإقامة سلطتين منفصلتين تخضعان بالكامل لإسرائيل،تتحكم فيهما برا وبحرا وجوا،.

وتابع قوله : لكن اصطدم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة بتقديرات غير دقيقة استخباراتيا وعسكريا لقدرات وإمكانيات المقاومة العسكرية وقدرتها على الصمود،لكي تفاجىء بمقاومة تلحق هزيمة بجيشها وتحديدا لواء النخبة جولاني،وبأن هذا الجيش فقد الهالة الكبيرة التي يحيط بها نفسه بان جيش لا يقهر،وكذلك المسألة الأخرى قدرة المقاومة على شل الجبهة الداخلية الإسرائيلية وفرض حصار على غلافها الجوي،وتنفيذ عمليات نوعية خارج قطاع غزة.
وبين ان محاولة الاحتلال الاسرائيلى مؤخرا افشال المبادرة المصرية في ظل تخبط وتفكك في حكومة نتنياهو،ومحاولة اغتيال ضيف القائد العام لكتائب القسام والقادة العسكرين الثلاثة لحماس،هي محاولة لتسجيل نصر اسرائيلي بعد ما تعرضت له من هزيمة عسكرية.

وألفت ان اسرائيل تريد اجهاض النصر السياسي للمقاومة وعدم الاعتراف بنصرها العسكري،ولكن استمرار العدوان عدا ما يحمله من استنزاف كبير للجبهة الداخلية الاسرائيلية فإن هناك تداعيات وتفاعلات عربية واقليمية ودولية،قد تحدث تغيرات كبرى في المنطقة لصالح حلف المقاومة ايران وسوريا وحزب الله،حيث الرأي العام العالمي والجماهير العربية أصبحت تقود تحرك واسع ضد جرائم الإحتلال من شأنه ان يحدث تغير جوهري ضاغط على اسرائيل،وقد تخسر انظمة عربية موقعها بسبب ذلك.

وفى نفس السياق توقع مصدر مصرى رفيع المستوى بأن الاحتلال سيعلن نيته لاحقا وقف اطلاق النار من جانب واحد دون ان يخضع لشروط المقاومة وتستمر فى حرب استنزاف وترد على اى اعمال مقاومة قد تحدث.

وقال المصدر الذى حضر عدة اجتماعات مع الوفد بالقاهرة ورفض ذكر اسمه فى حديث لـ" رم " ان الاجتماعات التى تدور فى الدوحة لم تثمر شيئا ، لان الاحتلال لايزال يرفض الورقة المصرية والخضوع لشروط المقاومة .
وذكر ان القاهرة حاولت بكل الوسائل اقناع الاحتلال عبر محادثات سابقة كانت تجرى على حدا بشروط المقاومة لكنها تتمسك برفضها ، بالوقت الذى عرض الوفد المصرى ورقة جديدة ترضى الطرفين ووافق عليها الوفد الفلسطينى الا ان الاحتلال رفضها ايضا.

وبين المصدر ان اسرائيل ممثلة برئيس وزرائها لا يريد ان يسجل عليه موقفا امام شعبه يتمثل بالهزيمة ،بالوقت الذى تستعرض المقاومة قوتها امام دولة عظمى استخدمت وسائل قتالية كبيرة امام اسلحة محلية الصنع تحاول المقاومة الدفاع عن غزة من خلالها.
من ناحيته قال "لؤى المدهون" عضو المكتب السياسى لـ" فدا" ان الشعب الفلسطينى تعود في كل لقاء يجمع الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس مناقشة الوضع الداخلي المتأزم في اراضي الدولة الفلسطينية، من جوانب عدة، اهمها المصالحة الفلسطينية، ووحدة الشعب الفلسطينية، ووحدانية قراره، والتنفيذ الجدي لاتفاق القاهرة وتفاهمات الدوحة، ومهام ودور حكومة الوفاق الوطني .

اما فيما يخص الظرف الراهن والمتمثل بالعدوان الاسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وتنصل الاحتلال من تنفيذ الاتفاقيات الموقعة مع منظمة التحرير، طالب بضرورة الخضوع لمطالب المقاومة الفلسطينية، بفك الحصار الاسرائيلي الغير مبرر على قطاع غزة، وفتح المعابر، واعادة انشاء مطار غزة الدولي، واقامة ميناء غزة البحري، وزيادة مساحة الصيد بـ 12 ميل بحري، مشيرا الى ان كلها ثوابت فلسطينية لا تنازل عنها.

وقال المدهون فى حديث لـ" رم " ان ما جرى من تفاوض لمدة عدة أيام بطريقة غير مباشرة عبر الوسيط المصري ولم تثمر عن أي شيء ذكر، وتمادى حكومة نتنياهو بخرق التهدئة المقرة بين المقاومة وحكومة الاحتلال بوساطة مصرية دون اتخاذ أي اجراء رسمي من قبل الحكومة المصرية خاصة وانها الوسيط والضامن لهذه التهدئة ، يجب ان يكون مطروحا على الطاولة في الاجتماع المغلق للرئيس عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع الامير القطري .

واوضح ان موقف خالد مشعل هو موقف ثابت، لا عودة للمفاوضات غير المباشرة مع حكومة الاحتلال الا اذا كان هنالك من استجابة اسرائيلية للمطالب الفلسطينية، وفي ظل ضامن قوي بجانب الوسيط المصري، لان بدون ذلك لن تعود المفاوضات الغير مباشرة بين الطرف الفلسطيني والاسرائيلي .

وفى موقف مناقض للمحلل " راسم عبيدات " توقع " المدهون " ان يثمر اجتماعات الدوحة بنتائج هامة، اذا استمر توحد الموقف الفلسطيني الرسمي وفصائل المقاومة، خاصة .
واشار الى ان هنالك تخوف اسرائيلي من اصدار قرار من مجلس الامن بوقف الاقتتال القائم، وتخوف رئيس الحكومة الاسرائيلية نتنياهو من هذا القرار وتفضيله الموافقة على الورقة المصرية عن قرار لمجلس الامن.

أما عضو المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق قال إن من المقرر ان يكون اليوم " الجمعة " لقاء ثانِ يجمع بين أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل .

وأشار أبو مرزوق على صفحته بموقع "فيسبوك" إلى أن على جدول أعمال اللقاء مناقشة وحدة الشعب برنامجه، ووقف الحرب ومستلزمات ذلك، ومستقبل العمل المشترك.

يشار الى انه جرى خلال اللقاء مناقشة الجهود المبذولة بهدف وقف كافة أشكال العدوان الإسرائيلي على فلسطين ولتحقيق مطالب الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وكان صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر استقبل بالديوان الأميري الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين.

ونقل الاعلام القطرى انه جرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتطويرها، إضافة إلى استعراض مستجدات الأوضاع على الساحة الفلسطينية في ظل العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة.



عدد المشاهدات : (2454)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :