العيد .. مناسبة للتسامح وصلة الرحم


رم - يجد المسلمون في عيد الفطر فرصة لزيارة الاقارب والاصدقاء و تتجلى أسمى صور التكافل الإجتماعي بين أفراد المجتمع والأقارب والجيران، ويتبادلون التهاني والتبريكات بحلول هذه المناسبة عليهم، وترتسم البسمة والعفوية على جباه الصغار والكبار والاغنياء والفقراء، بعد رحيل شهر رمضان الفضيل وما حمل في طياته من خير ورحمة ومغفرة للأمة الأسلامية والعربية، ولعل الحديث النبوي الشريف لا يدخل الجنة قاطع رحم كان هو المدعاة والحافز للجميع لتكثيف التواصل الإجتماعي بين أفراد العائلة والأقارب في أيام العيد المبارك، لاسيما زيارة الأيتام منهم لإضفاء بصمة أمل وحنان على جبينهم، وإدخال السعادة لقلوبهم، إلا ان العجيب في الامر أن بعض الأشخاص غابت عنهم فكرة استثمار أيام العيد المبارك، وكسب الحسنات ومرضاة الله عز وجل من خلال تعنتهم ورفضهم لحل الخلافات الأسرية والنزاعات العائلية وتجاوزها بهدف تصفية القلوب من البغضاء والكراهية، واستقبال ايام العيد السعيد بصلة الأرحام، تطبيقاً لقول رب العالمين عز وجل «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم». صدق الله العظيم

بهجة وسرور
المواطن سالم عساف موظف في القطاع الخاص قال: أن قدوم عيد الفطر المبارك هو دليل على البهجة والسرور بين أفراد المجتمع، لا سيما أن مظاهر الفرحة تجلت في ساعات الصباح الاولى بعد صلاة العيد حيث تقابل الجميع وتبادلوا التهاني والتبريكات بمناسبة حلول العيد السعيد، وكان من أهم طقوس العيد الإجتماعية التواصل من خلال الزيارات العائلية برفقة الاطفال الصغار تحقيقاً لمبدأ صلة الأرحام.
عادات متبعة
الثلاثيني عمر محمود، بين أن المسلمين ينتظرون حلول شهر رمضان المبارك لما فيه من خير ورحمة ومغفرة للجميع، مؤكداً أنه بعد انتهاء ايام الشهر الفضيل يستقبل المواطنون أيام الفرحة بعيد الفطر المبارك، مضيفاً أن العادات المتبعة تتمثل بالذهاب لمنزل العائلة للسلام على الوالدين وتقبيل أيديهم طلباً ونيلاً لرضاهم، ومن ثم التوجه مع الاخوة لزيارات الأقارب والجيران تعزيزاً لأواصر الترابط والتراحم بين الجميع، مبدياً استيائه من غياب التواصل المستمر خلال أيام السنة وقلة الزيارات الإجتماعية لاسيما من ذوي الأرحام، عازياً ذلك لظروف العمل وضيق الوقت.

لا يدخل الجنة قاطع
الحاج ابو نبيل سيلاوي ، أبدى استياءه ممن يقطعون ارحامهم ولا يصلونها بحجة الخلافات والنزاعات الأسرية مستشهداً بالحديث النبوي « لا يدخل الجنة قاطع رحم «، مضيفاً أن حلول عيد الفطر المبارك على المسلمين هو وسيلة لغسل النفس من الكراهية والاحقاد، و فرصة لمطايبة النفوس وتنقيتها وتصفيتها وحافزاً قوياً لإقصاء الخلافات العائلية من خلال التواصل الإجتماعي تحقيقاً لتوطيد الالفة والمحبة بين الجميع، والعمل بقول الله تعالى عز وجل «ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم».

تواصل غير مباشر
أم طلال ربة منزل قالت: مع حلول عيد الفطر المبارك تتعزز صلة الأرحام بين الأقارب وتكثر الزيارات الأجتماعية في تلك الأيام المباركة، مضيفةً أنه بهذه المناسبة يتذكر الجميع أن لهم أقارب ينتظرون زياراتهم في كل عام، مؤكدةً أن هنالك العديد من المواطنين ممن استبدلوا هذه الزيارات بوسائل بعيدة عن التواصل المباشر من خلال الإتصال أو بإرسال رسائل معايدة عبر هاتفه النقال، متمنية من الجميع ديمومة الزيارات الإجتماعية وعدم اقتصارها على الإتصال بالهواتف فقط، لما لها من تعبير عن سعادة كبيرة في نفوس الطرفين.

سلوكيات اجتماعية خاطئة
استاذ علم الاجتماع في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور حسين الخزاعي قال: ان عيد الفطر السعيد هو فرصة لتجنب ممارسة بعض السلوكيات السلبية التي تمارس من قبل البعض في العيد، مضيفاً أن العيد مناسبة لنقوم بعملية مراجعة لسلوكياتنا وأخطائنا وتجاوزاتنا اليومية التي كان البعض يمارسها قبل شهر رمضان وتوقف عنها في رمضان، وتقديم كشف حساب ذاتي، ونضع عهداً على أنفسنا بان نواصل ما قمنا به في شهر رمضان المبارك من تكافل وتواصل ومحبة ورحمة، لافتاً إلى ان تصور لدى البعض بأن التكافل الاجتماعي حكرا وحصرا على شهر رمضان المبارك والعيد ويتوقف بعد انتهاء هذا الشهر المبارك وبعد انتهاء العيد كون قيم التكافل الاجتماعي ليس لها مواسم أو شهور أو أيام.

التمس لأخيك عذرا
وحول الخلافات الأسرية أشار الخزاعي الى ضرورة استثمار مناسبة العيد لانهاء وحل الخلافات والنزاعات الاسرية، ومراجعة الاخطاء والمبادرة الى اصلاح ذات البين بهدف اسعد الابناء الذين حرموا من وجود الاب او الام معهم في الاعياد السابقة مستشهداً بالمثل القائل التمس لاخيك عذرا ، منبهاً الى ضرورة عدم المبالغة في نفقات العيد واللجوء الى الديون التي ستشكل اعباء اقتصادية له ولاسرته، وحذر من البخل وحرمان الابناء من شراء هدايا وملابس العيد، مطالباً بضرورة التكاتف الاجتماعي خاصةً الفئات غير المقتدرة في المجتمع، فكيف سيدير أرباب الأسر موازناتهم المحدودة، وطالب الاسر المقتدرة بالتعاون مع الاسر غير المقتدرة، فالعيد ليس مظاهر مادية تنتهي بانتهاء العيد بل مشاعر انسانية وسلوكيات صادقة معبرة عن قيم التكافل الاجتماعي بين افراد المجتمع.

إدارة الوقت
وبين الخزاعي أن عيد الفطر المبارك مناسبة يتم من خلالها تأكيد ديمومة التواصل مع الأهل و الرحم والأقارب والجيران، داعياً المواطنين الحرص في يوم العيد على زيارة المرضى الذين أقعدهم المرض وأبعدهم عن أعز الناس عليهم لمشاركتهم الفرح في العيد والدعاء لهم بالشفاء والصحة والعافية، مشيراً إلى ضرورة ادارة الوقت في العيد وتنظيمه بشكل جيد، وعدم إرهاق الجسد واختزال العيد في يوم واحد من خلال القيام بزيارة جميع الأهل والأقارب والأخوات في أول يوم وكأن هذه الزيارات واجب يجب القيام به والانتهاء منه، وعدم تكرارها إلا في الأعياد أو المناسبات، مطالباً بتنظيم الزيارات والقيام بها طيلة ايام العيد، وعدم إرباك الآخرين بالانتظار فلكل أسرة معارفها واقاربها وبرامجها في العيد،وقال فلنفسح المجال للجميع القيام ببرامجهم براحة ويسر والحرص على الأهل اصطحاب أبنائهم معهم في الزيارات حتى يتعلم الأبناء هذه الصور الجميلة في التكاتف الاجتماعي، ويعيشون مع الأهل والأقارب فرحة العيد، ودعا الى ضرورة البعد عن التذمر إمام الأبناء من بعد المسافات التي يقيم بها الأهل والأخوات عن أماكن سكنهم والتذمر من نفقات العيد ومستلزماته.



عدد المشاهدات : (3543)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :