رم - د.فهد الفانك

لا تتوفر إحصاءات اجتماعية للعائلة الأردنية إلا في جوانب محددة كالفقر ، وتنظيم النسل ، ومن هنا يمكن الاستدلال على بعض الحقائق بالاستعانة بإحصاءات خارجية على فرضية أن ما يحدث هناك يصلح مؤشراً لما يمكن أن يحدث هنا.
تقول دراسة أميركية أن هناك فرقاُ ملموساً في العمر المتوقع بين الأغنياء والفقراء أو محدودي الدخل ، وأن لدى الأغنياء فرصة للعيش 12 سنة أكثر من الفقراء ومحدودي الدخل!.
كما اتضح أن هناك فرقاً مهماً في الأعمار المتوقعة للمواطنين حسب درجة تعليمهم ، ذلك أن حملة الشهادات الجامعية يمكنهم أن يتوقعوا العيش حتى سن 80 ، فيما يعيش من لم يحصّلوا الدراسة الثانوية في المتوسط حتى سن 67 ، أي أن التعليم العالي يوفر للمتعلم فرصة العيش 13 سنة أكثر من غير المتعلم.
فيما يتعلق بالنساء ، فقد تبين أن لدى الجامعيات فرصة العيش حتى سن 84 ، أما النساء بتعليم دون الثانوية فمن المنتظر أن يعشن حتى سن 73 ، أي أن تعليم المرأة يمد عمرها 11 عاماً.
من ناحية أخرى فقد دلت إحصاءات السكان في أميركا على أن 15% من الأميركان يعيشون تحت خط الفقر ، حيث يبلغ متوسط دخل عائلة مكونة من أربعة أشخاص أقل من 6ر23 ألف دولار في السنة أو 16 دولارا أو 5ر11 دينار في اليوم للفرد.
خط الفقر مسألة نسبية ، وهناك فقراء في أقوى وأغنى بلد في العالم ، ويختلف تعريف الفقر من بلد لآخر حسب درجة التطور الاقتصادي ومتوسط حصة الفرد من الدخل ومستوى الأسعار ، ومن الطبيعي ان الجانب الأكبر ممن نعتبرهم طبقة وسطى في الأردن ُيعتبرون فقراء بالمقاييس الاميركية.
لكي تعيش عائلة أميركية مكونة من أربعة أشخاص عند مستوى لائق يجب أن لا يقل دخلها السنوي عن 130 ألف دولار أي 8ر10 ألف دولار شهرياً تعادل 7800 ديناراً أو عشرة أمثال دخل العائلة الأردنية (المستورة). وفي هذه الحالة تستطيع أن تشـتري بيتاً وتقتني سيارة ، وتدفع تكاليف الدراسة الجامعية لولدين ، وتدخر شيئاً لفترة التقاعد ، وهذا المستوى (المعقول) من الدخل لا يتوفر إلا لعائلة واحدة من كل ثماني عائلات. بعبارة أخرى فإن سبعاً من كل ثماني عائلات أميركية تدخل في باب محدودي الدخل بالمقاييس الأميركية.

عدد المشاهدات : (3796)