ذكرى ترجل فارس الأردن وفلسطين


رم - د.عصام الغزاوي

عندما كانوا يطلبون منه كتابة سيرة حياته كان يقول التاريخ سيقول وسيتحدث .. وهاهو التاريخ والاجيال الصادقة المؤمنه بمواقف الرجال الرجال يتحدثون عن حابس باشا المجالي ، فارس الاردن وفلسطين .

يولد الفرسان أطفالاً ويكتسبون الفروسية خلال حياتهم إلا حابس فقد ولد فارساً من رحم أمه الثائرة على ظلم الأتراك الشيخة بندر الكركية في سجن معان سنة الهية تلك الثورة التي أججها رجال الكرك والمحيطون بها رفعاً للظلم ، ولد حابس المجالي من رحم الثورة وعلى جبينه رايات المرحلة القادمة ، يعد حابس المجالي أسطورة عسكرية تجلت صورها من خلال حروب الجيش العربي في فلسطين عام 1948 م ، فلا زالت الوثائق الإسرائيلية والعربية تشهد على شجاعته وحنكته كلما حمي وطيس المعركة، فهو أسد معارك القدس في اللطرون وباب الواد . ورغم زهده في المناصب فقد تقلد مناصب عدة وهبها كل ما يستطيع لا يبغى غير حفظ الأرض الأردنية وخدمة شعبها وقيادتها، فعين كبيراً لأمناء جلالة الملك ووزيراً للبلاط ووزيراً للدفاع وعضواً في مجلس الأعيان حتى وفاته.

أنا شخصياً أشعر بالفخر لمعرفتي الشخصية بهذا الفارس منذ ولادتي فقد كان والدي رحمه الله رفيق دربه منذ إلتحاقه بالقوات المسلحة في عام ١٩٤٥ وحتى نهاية خدمته عام ١٩٦٨ وكنت رفيق أولاده وتنقلنا معاً من الزرقاء الى معان ونابلس والخليل وعودة الى الزرقاء وأخيراً في معسكر العبدلي قائداً للجيش ، كانت علاقتهما رحمهما الله رابطة أخوية وليست علاقة وظيفية عاشا العسكرية الصارمة في خنادق اللطرون وباب الواد وإنتهاءً بمكاتب القيادة العامة بالعبدلي ، وعندما توفي والدي رحمه الله لم يجرؤ أي من مرافقيه على نقل النبأ الفاجعة إليه وكان وقتها في زيارة للكرك وفي اليوم التالي وخلال عودته الى عمان أخبره أحد المرافقين بوفاة صديقه أبو عصام فأصابه حزن شديد وطلب تغيير مسار موكبه الى الرصيفة ليقدم واجب العزاء وقد ترورغت عيناه بالدمع حزناً على رفيق دربه ، رغم إن عينا هذا الفارس لم يعرف الدمع طريقاً إليهما حتى في أصعب المواقف .

عاش المشير حابس المجالي قرابة التسعين عاماً قضاها جندياً مقاتلاً وقائداً شجاعاً ومسؤولاً رفيع المستوى حتى وفاته في 24 /4 /2001 .. لم يترك لأسرته القصور والأرصدة في البنوك الأجنبية ولكنه ترك تاريخ يفخرون به وتتغنى به الأجيال وما زال أهل القدس يتغنون به في أفراحهم وينشدون ((حابس حابسهم بالوادي.. حابس وجنوده وتادِ)) في دلالة على انتصارات الجيش العربي الأردني في معارك القدس كما يتغنى به كل الأردنيين وأحرار العرب منشدين ((سرية قايدها حابس.. تقش الأخضر واليابس)).

رحمك الله يا من إنساب الشعر على لسانه رقيقاً سلساً مغنياً

حنا كبار البلد حنا كراسيها. حنا رماح القنا الي تعكزت فيها
وش علمك بالمراجل يا ردي الحيل وش علمك بالمراجل والمشي بالليل ..؟؟

ولتعلم يا أبو سطام بعدك لم يعد لنا خيل تعانق الريح ..

( أرجو المعذرة على الإطالة ، فلا يمكنني إختزال الكتابة عندما أكتب عن شخص بقامة حابس باشا المجالي ) .

د عصام سعيد الغزاوي



عدد المشاهدات : (4707)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :