النحاس .. لسنا صندوق معونة وطنية


رم - جواد الخضري
قالت أمين عام المجلس الاعلى لشؤون الأشخاص المعوقين د. أمل النحاس على أهمية دور الاعلام بكافة أنواعه المرئي , المسموع , المقروء والمكتوب , مؤكدة على أن الاعلام يجب أن يكون شريكا رئيسي وفاعل من أجل حماية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة بكافة اشكالها المجتمعية ورفع الوعي بدءا من الاسرة والمجتمع ومؤسسات الدولة إضافة للمؤسسات والشركات الخاصة إضافة لمؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية وذلك في مجالات التعليم , الصحة , العمل , التنقل , التدريب والتأهيل والامور السياسية خلال ورشة العمل التي نظمت بمدينة العقبة على مدار يومين كاملين بمركز العقبة الشامل للأشخاص المعوقين تحت عنوان " دور الاعلام في خدمة قضايا حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة ".
كما اوضحت حقيقة أن المجلس ليس صندوق معونة وطنية بل أن دوره الرئيس وضع التدابير والبرامج والخطط التي غايتها استرجاع أو تعزيز أو المحافظة على القدرات والمهارات وتطويرها وتنميتها في المجال الصحي , التعليمي , الوظيفي , الاجتماعي أو أي مجال اخر يحقق تكافؤ الفرص والدمج الكامل للشخص المعوق في المجتمع كفرد لا يختلف عن أي فرد في المجتمع له من الحقوق وعليه من الواجبات .
وأضافت د. النحاس بأن المجلس على أتم الجاهزية في التعامل والتواصل مع الاعلام , وان المجلس يسعى لان يكون هناك منسق اعلامي في المحافظات مع إيجاد وحدة استقصائية للحاجة الماسة لوضع مفهوم قبول الأخر والتنوع ومن اجل ذلك تم وضع خطة خمسية تساعد في تثبيت حقوق الاشخاص المعوقين دون تمييز بينهم وبين الاشخاص غير المعوقين .
من جانب أخر أكدت النحاس على أن مفهوم المسؤولية المجتمعية في الاردن بدأ متسارعا على الرغم من نقص التنظيم وأن الاصل في العمل التطوعي الخيري الاجتماعي الهدف منه رفع العبء عن مؤسسات الدولة , لان هذه المؤسسات لا تستطيع تحمل العبء لوحدها بل على الجهات الاخرى من مؤسسات مجتمعية وشركات ومنظمات مجتمع مدني أن تتحمل جزء من مسؤولياتها تجاه الاشخاص ذوي الاعاقة .
الدكتورة منار مدانات مدير مكتب إقليم الجنوب قدمت نبذة شاملة عن المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين مشيرة أنه تم وضع قانون للمجلس عام 2007 يسمى ( قانون الاشخاص المعوقين لسنة 2007 ) تم نشره بالجريدة الرسمية مضيفة أن المجلس يسعى على الدوام الى التواصل مع كافة المعنيين والمهتمين داخليا وخارجيا من اجل العمل على إجراء التعديلات على القانون بما يتناسب والحفاظ على حقوق الاشخاص المعوقين .
مدير مديرية الاتصال والعلاقات الدولية الأنسة علياء زريقات (وهي في الاصل من ذوي الاشخاص المعاقين وتحمل درجة الماجستير ) قدمت نفسها كنموذج على أن الاشخاص المعاقين لديهم القدرة على الكفاح والمواجهة في سبيل تحقيق الذات وأنهم لا يختلفون عن باقي افراد المجتمع ولديهم القدرة على العطاء مثلهم مثل الاشخاص غير المعاقين . ودعت زريقات المجتمع بأن يتعامل معهم كافراد عاديين دون النظر اليهم بعين الشفقة . كما أشارت الى أن يكون هناك دور حقيقي لكافة المؤسسات وخاصة وزارة التربية والتعليم من خلال قيام الوزارة بدمج الاشخاص المعوقين . وعدم التمييز بينهم وباقي الطلبة لان عدم الدمج يعتبر انتهاك صارخ لحقوق الاشخاص المعوقين .
كما تحدث السيد عدنان العابودي منسق برامج المدافعة والتوعية وهو أيضا من الاشخاص المعوقين عن الدور الايجابي الذي يقوم الشخص المعاق إذا توفرت له السبل المناسبة من التدريب والتاهيل , وقدم العابودي بعض من قصص النجاح التي حققها الاشخاص ذوي الاعاقة في العديد من المجالات . كما أوضح أن الشخص المعاق لا يحتاج الى الشفقة والدعم المادي على سبيل الاحسان بل على العكس من ذلك تماما , وأن الشخص المعاق يحتاج الى المعالجة الطبية والتأهيل والتدريب لينطلق الى سوق العمل , من جانب أخر قدم العابودي شرحا مفصلا حول تغيير لبعض النعوت التي يوصف بها بعض أفراد من المجتمع منها على سبيل المثال لا الحصر ( أعمى , أطرش , مجنون فئة مهمشة مشلول .... ) تم تغييرها وبموافقة منظمات دولية الى ( إعاقة بصرية , ذهنية , حركية ... )
المدرب الناشط في مجال حقوق الانسان الدكتور كمال المشرقي تناول في حديثه مع الاعلاميين والصحفيين في محافظتي معان والعقبة موضوع " اتفاقية حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة " والتي صادق عليها الاردن وتشير الى المباديء المنصوص عليها في ميثاق الامم المتحدة التي تعترف بما لجميع أفراد الاسرة الانسانية من كرامة وقيم متأصلة وحقوق متساوية غير قابلة للتصرف كأساس للحرية والعدالة والسلام في العالم , والتأكيد على أهمية إدماج الاشخاص ذوي الاعاقة كجزء لا يتجزأ من استراتيجيات التمية المستدامة ولضمان ةتمتع الاشخاص ذوي الاعاقة بالحقوق بشكل كامل ودون تمييز .
وأضاف د. المشرقي بأن أي تمييز لهؤلاء الاشخاص يمثل انتهاك صارخ للكرامة الانسانية قبل كرامة الفرد وقيمه المتأصلة , لذا يجب على الدول الموقعة والمصادقة على الاتفاقية العمل ببنودها والغرض التي وضعت من اجله وهو تعزيز وحماية وكفالة تمتع الاشخاص ذوي الاعاقة تمتعا كاملا على قدم المساواة مع الاخرين بجميع حقوق الانسان والحريات الاساسية وتعزيز احترام كرامتهم المتأصلة .
من خلال عدم التمييز وضمان الحصول على حقوقهم والمنصوص عليها في الدستور والقوانين المعمول بها والاتفاقية الدولية أسوة بالاشخاص غير المعوقين . كما بين المشرقي أن نسبة الاشخاص ذوي الاعاقة تصل الى 15% في العالم أي ما يزيد على مليار شخص .
نهاية الورشة التي اقامها المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين والتي حضرها ايضا مساعد الامين العام للمجلس السيد وريكات جرى حوار موسع بين الصحفيين الذين حضروا تمت فيه الاجابة على عدد من الاسئلة والاستفسارات التي طرحت وتم التركيز فيها على دور الاعلام بأن يكون شريكا رئيسا في الدفاع عن حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة .



عدد المشاهدات : (4119)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :