أسهل شي على رب الأسرة، في كثير من الأحيان، توجيه اللوم الى ابنه وتحميله فقط مسؤولية الاخفاق في امتحان مدرسي، ويتبع ذلك اجراءات عقابية، حرمانه من اللعب وحتى المصروف اليومي، ولا يخلو الأمر من توبيخ شديد قد يصل الى حد توجيه صفعات مباشرة الى الوجه!.
يقنع رب الأسرة نفسه، قبل اقناع أفراد العائلة، أنه وفر كل متطلبات النجاح لـ الابن، ولم يقصر معه .. ويتناسى اهماله في متابعة الواجبات الصفية اليومية وحتى عدم اكتراثه بتوجيه النصح والارشاد والمساعدة متذرعاً بعدم التفرغ والارهاق من العمل وتداعياته!.
.. قد تختلف التفاصيل قليلاً، فيلجأ رب الأسرة الى تحميل المدرسة، والمعلم، جانباً من المسؤولية، ولكن من المستحيل أن يقر هو بمسؤولياته وتقصيره!.
في الجانب الرياضي، فإن المنافسة تستند دوماً الى الروح الأسرية بين المجموعة، ويوصف الفريق الفلاني بأنه يلعب بروح عالية وأن الأجواء في النادي هي أسرية ومثالية وتعزز بالتالي حظوظ تحقيق الأهداف المنشودة.
في النادي وعند أي عثرة للفريق، يبدو المشهد مشابهاً بالتفاصيل كافة، لمحاولات رب الأسرة بتحميل مسؤوليات الاخفاق الى الابن .. فالادارة ترمي عن ظهرها باتجاه المدرب، الجهاز الفني، ولا يسلم اللاعبون أيضاً من النقد بل والاجراءات العقابية أيضاً.
الادارة شأنها شأن رب الأسرة، لا تعترف بأي مسؤولية تجاه الاخفاق .. ولا تقبل النقد البناء الكفيل بالكشف عن الأخطاء لتصويبها قبل أن يخسر الفريق هيبته وفي المقابل يضل الابن طريق المستقبل، ورب الأسرة والادارة يكابران. 


[email protected]