مالذي يفعله فواز العيطان ؟ 
هو جالس بين خاطفيه , غير خائف غير ابه بما حدث وبما سيحدث , وحين قرر قبول العمل في ليبيا كان يدرك أن ثمة خطرا يحيط بالمهمة وأن الدرب هناك مليء بالشوك والقلق .
أنا لا أعرف المكان الذي وضع فيه , هل هو مظلم ؟ ..وهل الخاطف كان فظا غليظ القلب قاسيا ؟ ...ليكن ما يكن فالذين ولدوا في (رحاب) , من تفاصيل المفرق والصحراء لا أظن أن قلوبهم تعرف درب الخوف ,وأظن أن فواز صابر قوي لم يرضخ للخاطف .
وأنا أدرك أنه يحاور خاطفيه بكل كبرياء الأرض , وأدرك أنه قوي البأس وجبار وأدرك أن الرجولة لم تكن في يوم من الأيام , تعني إقتياد شخص أعزل من السلاح وخطفه , وأدرك...أن الثورة لا تعني أبدا أن تهدد حياة رجل كان يعمل في السفارة على تسهيل مهمة علاج الليبين , وتسهيل مهمات سفرهم ...وأدرك أن عشرات الألوف من الأخوة الليبين الذين سهل فواز سفرهم لعمان , منحناهم من دفئنا كما نمنح أهلنا .
تلك محنة يا فواز وستمضي الأيام , بكل تعبها ...ولكن في دفتر العمر ستكتب على أول صفحاته أنك اختطفت وكانت حياتك معلقة بين الفخر والكبرياء لأنك أردني طيب حملت إسم بلادك , بكل ما في المهنة من تعب وقلق ..وستكتب لك الايام أيضا أنك اختطفت في ليبيا , حيث الطلقة الشاردة تقتل الأبرياء دون ذنب ...لم تحفل بالخاطفين وكنت في غرفتك المظلمة تقارع برجولتك , غضب الجلاد وظلمه 
فواز العيطان ليس سفيرا أردنيا مختطفا , هو إنتصار الإرادة على العصابة , هو صبر الأردني الطيب القابض على جمر الإغتراب ...وهو إنتصار لغة الحلم ولغة العروبة والتسامح على منطق التطرف الأعمى والإستهتار ..
ستمضي تلك الغمامة وتزول , وأنا يابن العم غاضب بكل جوارحي ودمي يغلي ليس عليك ولكن على بلدنا العظيم الطيب , الذي يجب أن لايمس ولا يخدش لأنه كان دوما للعرب الأخ والظهر والعزوة والسند ..وأنت تدفع جزءا من رجولتنا وصبرنا تدفع ثمن مواقفنا وثباتنا ...وإياك أن تظن أنك وحدك من اختطف هي قلوبنا أيضا اختطفت معك .