حدثان سياحيان رئيسيان يمكن استثمارهما لاستقطاب المزيد من السياح العرب والاجانب هذا الموسم، الاول استثنائي وهو زيارة البابا المزمعة في ايار المقبل، بما تتضمنه من قداس شعبي جماهيري في ستاد عمان الدولي، وثانيهما سنوي وهو مهرجان جرش وبقية المهرجانات الثقافية التي تستقطب بالعادة السياح العرب من المحيط العربي، وما نفتقده حقيقة مهرجانات للتسوق تستقطب الزائر الباحث عن منتجات جديدة وفريدة لا تتوفر في بلاده.
لدينا في الاردن مواقع سياحية تزيد على 100 الف موقع، ولدينا واحدة من عجائب الدنيا السبع، وبنية تحتية سياحية متنامية ومقبولة، وكفاءات وايدي عاملة محلية تقدم الخدمات في هذا القطاع، والاهم من كل ذلك، نمتلك تنوعا ثقافيا ودينيا سياحيا فريدا ،يتمثل بالاضرحة والكنائس والمغطس ونيبو والعقبة ورم، وقبل كل ذلك الامن والاستقرار اللذان تنعم بهما المملكة وسط محيط مضطرب وملتهب.
امام هذه الثروات السياحية، نتساءل: لماذا يتعرض القطاع الذي يشارك بنحو 14 بالمائة من الناتج القومي الاجمالي، لحالة من اللااستقرار طالما نتحدث عن قطاع حيوي واساسي لمستقبل اقتصادنا الوطني؟
«سوء ادارة القطاع السياحي سبب مشاكله»، عبارة قالها وزير السياحة والعمل قبل اسابيع في مقابلة خاصة لصحيفة «الرأي»، وقد يكون هذا سببh رئيسh من اسباب التذبذب في أداء هذا القطاع، كون مسألة ترويج المنتج السياحي لا زالت متواضعة للغاية، اذ تنفق هيئة تنشيط السياحة حوالي 10 ملايين دينار سنويا لغايات الترويج، ولا تساهم سفاراتنا من خلال الملحقين السياحيين بدور كافٍ في هذا المجال،وقد يكون ضعف التمويل والمخصصات سببا رئيسا في ذلك.
ورغم وفرة المنتج السياحي الا اننا لا زلنا لا نحسن استغلاله ، فزيارة البابا وحدها لا ي بلد ، قد تكون فرصة احتفالية فريدة لاستقطاب سياح من المنطقة ومن كافة بقاع الارض، خصوصا وان كثيرين يسعون الى رؤية البابا، ولا تسنح لهم الفرصة للوصول الى مقره لاسباب كثيرة، اذا لا تكفي البروشورات وحدها للترويج لهكذا زيارة هامة الى الشرق، فلماذا لا يتم التهيئة لبرامج وحزم سياحية متكاملة للسوق الاوروبية والامريكية والاسيوية البعيدة، بغرض استثمار هذه الزيارة الى اقصى حد، بغض النظر عن البرنامج الرسمي للزيارة.
اما مهرجاناتنا الثقافية، فلدينا العديد منها وفي مقدمتها مهرجان جرش السنوي الاعرق والاكثر تنوعا في المنطقة، هناك اسواق سياحية تقليدية مغلقة حاليا امام السياحة العربية، وقد استغلت مدينة دبي الفجوة الحاصلة وبدأت تستقطب السياحة الخليجية، عبر مهرجاناتها العالمية والتسويقية، ونحن لدينا ميزات اضافية في التنوع المناخي والطبيعة الخلابة ،والمياه العلاجية في عفرا وماعين والبحر الميت والحمّة، كل ما ينقصنا مرافق سياحية يتولى ادارتها وتشغيلها القطاع الخاص بالكامل.
مسألة ضعف الادارة السياحية، سبب مهم وكذلك قلة الامكانيات المالية، لكن من المهم ان نعمل على النأي بهذا القطاع من حسابتنا وضغوطنا المجتمعية، فلا يجب ان تتحول المؤسسات الحكومية العاملة في المجال السياحي ،الى مؤسسات بيروقراطية مثقلة ماليا وإداريا، بكوادر فائضة عن الحاجة، او موطئا للتنفيعات الدارجة ، فهذا قطاع حيوي لمستقبل الاردن واقتصاده، لا يجوز فتح باب الوظائف فيه الا لذوي الكفاءة والخبرة والاختصاص، وحتى الـ 10 ملايين التي تخصص للترويج السياحي يجب ان تنفق كلها لهذا الغرض، وبغير ذلك سنبقى نتحدث عن مشاكل ادارية وضعف تسويق وتقصير من الكوادر في خدمة القطاع السياحي.
[email protected]