أيضا .. هل تذكرون غزة؟



اضم صوتي الى صوت الزميل ياسر ابو هلالة واكرر القول : هل تذكرون غزة؟ انها - في حدود علمي - مدينة عربية منكوبة تلج فصل الشتاء بحصار يشارك في توثيق عراه كل من له صلة، اكانت صلة جغرافية او سياسية، حتى انك تكاد تسمع القوم يرددون ما قاله بطل تكسير العظام رابين عندما تمنى ذات قنوط لو ان البحر يبتلع تلك البارجة المحملة بالشهادة والامل.

عام على المأساة التي راح ضحيتها المئات من الابرياء في عملية عسكرية سيسجلها التاريخ بوصفها احط انواع الجرائم ضد الانسانية، ذلك ان جيشا نظاميا هو الاكثر تسليحا في العالم اغار على مستودع بشري مثخن بالفقر والكرامة والايمان بلا ادنى درجات التكافؤ العسكري فنفذ سلسلة من الجرائم فتواطأ معه كل من له مصلحة في وأد تجربة غضة في التحرر والانعتاق.

لقد اسهم ناطقون بالضاد في إهالة التراب على الجريمة ومحاولة وأدها لئلا يبرعم نموذج شريف يصفع دايتون ونموذجه الفج وكأن المطلوب ان يكون نموذج الجنرال الاميركي هو الممثل الشرعي والوحيد للتحرر على الطريقة التي لا ترى في الحياة سوى لهاث خلف مفاوضات مثيرة للشفقة.

اذا كانت اسرائيل تصر على استمرار حصار القطاع المنكوب فهي تفعل ذلك لاستكمال عدوان لم تكتمل اهدافه بعد ، غير ان الاسهامات الجليلة الاخرى في الحصار ما هي دوافعها؟ الاوضاع الحالية في غزة تمثل صفعة يومية تتكرر كل طالع شمس على وجه كل من يدعي وصلا بفلسطين فالمفردات المفعمة بالنفاق والتباكي لا تقي طفلا غزيا واحدا غائلة البرد ولا توفر لسيدة مريضة حبة دواء ولا تجلب لرب اسرة فقد ساقه طرفا صناعيا والانكى ان الحصار يتمأسس بحيث يغدو جزءا من ثقافة التعامل معه.

غزة في حساب العواصم ورقة تارة لجلب شعبية انية وتارة للضغط على الحليف وتارة لتوسيع رقعة النفود ان غزة الخزان البشري المثقل بالمأساة فهي خارج اطار المفكر فيه، ولانها كذلك فهي مرشحة لتدخل عامها الثاني والثالث وربما الرابع دون ان تتحرك بقايا من كرامة في ضمير اخوتها العرب الذين يحفظون الدعاء ولا يعرفون القطران.

ستبقى غزة تصفع الجميع الى ان يرفع الحصار.




عدد المشاهدات : (1135)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :