حيتـــان البـورصــة


تجري الدولة تحقيقات ، مع الاف المتورطين ، في جرائم البورصة ، من الحيتان الكبار ، مرورا بالمندوبين المتورطين ، بجلب اموال الناس ، والحصول على رواتب ونسب ، مقابل الايقاع بكل هذه الاعداد ، والتحقيقات ، سوف تستغرق وقتا طويلا.في الوقت ذاته ، حجزت الدولة على املاك واموال كثرة من حيتان البورصة ، وتم تقدير هذه الاموال والممتلكات ، بمبالغ كبيرة جدا ، وهناك من يعتقد ان الحجز يجب ان يطال اموال المندوبين الذي ورطوا الناس ، في قضايا نصب واحتيال ، حكمها الشرعي اساسا ، انها مال حرام ، من حيث المتاجرة الاساسية ، ومن حيث السمسرة ، ومن حيث الحصول على ارباح او نسب ، ويرى هؤلاء انه لايمكن رد اموال الناس ، بالتركيز فقط على الحيتان الكبيرة ، فقد كان لهم شركاء بالالاف ، ورطوا الناس ، وحصلوا على نسب ، من دم الناس ، ودم اولادهم.ما نقترحه على الجهات الرسمية ، ان تجد حلا ، من اجل تسييل جزء من الاموال المحجوزة ، بحيث يتم دفع عشرين بالمائة ، او اي نسبة كانت ، من المال ، لاصحاب المال ، الذين تم النصب عليهم ، وهناك كثرة ، لا تعد ولا تحصى ، تمت سرقة مالها ، جهارا نهارا ، وبعضها متورط في ديون ، او التزامات ، ولا تحتمل غالبية هؤلاء الانتظار الى نهاية التحقيقات ، لسد التزاماتهم ، وقد يكون مناسبا ، اللجوء الى دفع نسبة من المال ، للمتضررين ، وفقا لمقدار المال المحجوز ، لدى كل حوت كبير ، او شركة ، وفي حالات يمكن اللجوء الى تسويات علنية ، بحيث يتم التخفيف من عدد المتقاضين وعدد الذين تم الاحتيال عليهم ، خصوصا ، ان المعلومات تشير الى وجود عشرات الاف الوثائق التي يتم فحصها ، والاف الذين يتم التحقيق معهم ، وقد يكون متوقعا ان يلجأ كثيرون الى الشكوى على اطراف اخرى في الشركات ، غير حيتانها ، من موظفين ومندوبين لتثبيت حقوقهم ، خصوصا ، ان هناك قضايا تمت شفويا ، ولا وثائق عليها ، مما قد يهدر حقوق كثيرين.في قضايا اقتصادية شبيهة ، مثل بنك البتراء استغرقت التحقيقات والتسويات والمطالبات ، سنوات طويلة ، حتى انني اذكر ان هناك رجال اعمال ، بقيت القصة تلاحقهم ، حتى قبل عامين ، دون ان يتمكنوا من اغلاق ملف البتراء في حياتهم ، ودون ان يتمكنوا من اجراء تسويات ، وفي قصة مثل البورصة ، فان العدد المتورط ، والعدد المنصوب عليه ، كبير جدا ، ومن مصلحة الجهات الرسمية ، تخفيف العدد ، بوسائل مختلفة ، خصوصا ، ان هناك توالدا في عدد الضحايا والمتهمين ، وفقا لما تكشفه التحقيقات ، يوما ، بعد يوم ، وهي تحقيقات ، مضنية ، لها ادواتها ووسائلها ، واستمرارها ، حتى بشكل غير ظاهر احيانانفي ظل الحرص على كشف كل الخيوط ، وهو حرص لا نريد له ان يكون سببا ، في اطالة امد القصة ، فيما ينتظر عشرات الالاف ، اموالهم ببالغ الصبر ، بعد ان باع البعض ذهب زوجته ، وباع البعض الاخر ارضه ، وفرط البعض الاخر بتوفيره ومدخراته ، في مشهد ليس له سابق ، ودفع جزء من المال لايعني التنازل عن بقية الحق ، بل مساعدة للمتضرر ، لان يتجاوز ظروفه الحالية ، حتى يحصل على حقه لاحقا.قد يخرج من يقول انه لا يمكن تسييل جزء من الاموال المحجوزة ، حتى انتهاء التحقيقات ، وهو رأي مقبولنغير انه من الممكن تجاوز هذه العقدة ، بتسييل جزء محدود ، لمن تم حسم حقوقهم ، فتصبح عملية التحقيقات والحجز وتحصيل الاموال ، متوازية ، مع خط اخر ، هو خط دفع مبالغ مالية كلية او جزئية ، للحالات المتضررة ، من اجل التخفيف عنها ، ولربما في حالات اخرى ، يمكن دفع كامل المبالغ الموجودة ، للمتضررين ، من هكذا افخاخ تم نصبها لاعداد كبيرة من المواطنين.الجرائم الاقتصادية ، امر ليس سهلا ، ونشهد اليوم ، جرائم اقتصادية الكترونية متطورة جدا ، مثل جرائم طباعة بطاقات الفيزا ، والسحب من الارصدة وغير ذلك ، وكل هذا الملف يوجب وضع تشريعات جديدة ، وتحديث التشريعات الموجودة للتعامل مع الاشكال الجديدة للجرائم الاقتصادية التي تستجد في البلد ، مثلما هي موجودة في اي بلد ، من بلاد العالم ، والجهات الرسمية ترصد جرائم اقتصادية جديدة ، من اشكال وانواع مختلفة ، تؤشر على تغير المخاطر ، وجنوحها لنوعيات جديدة."الحيتان" التي ابتعلت "السردين" لا يكفي حجز اموالها ، لاحقاق الحق ، اذ يتوجب تعليبها ، ايضا ، وان لا يبقى التعليب حكرا على صغار السمك ، في هذه الحياة ...

[email protected]




عدد المشاهدات : (2102)

تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لن ينشر أي تعليق يتضمن اسماء اية شخصية او يتناول اثارة للنعرات الطائفية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار وكالة رم للأنباء - أخبار عاجلة، آخر الأخبار، صور وفيدوهات للحدث. علما ان التعليقات تعبر عن راي اصحابها فقط.
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :